رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

التقوى لله سبحانه وتعالى:

صفحة 372 - الجزء 1

التَّقْوَى لِلَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:

  وَعَلَيْكَ يَا بُنَيَّ: بتَقْوَى اللَّهِ فَإِنَّ تَقْوَى اللَّهِ مَا كَانَتْ فِي قَلِيْلٍ إِلاَّ كَثَّرْتَهُ، وَلاَ فِي يَسِيرٍ إِلاَّ بَارَكَتْهُ.

  وَتَقْوَى اللَّهِ ø هِيَ وَصِيَّةُ اللَّهِ تَعَالَى لِلأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، قَالَ تَعَالَى: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ}.

  فَمَا مِنْ خَيْرٍ عَاجِلٍ وَلاَ آجِلٍ، ظَاهِرٍ وَلاَ بَاطِنٍ، إِلاَّ وَتَقْوَى اللَّهِ سَبِيلٌ مُوصِلٌ إِلَيْهِ، وَوَسِيلَةٌ مُبْلِّغَةٌ لَهُ، وَمَا مِنْ شَرٍّ عَاجِلٍ، وَلاَ آجِلٍ ظَاهِرٍ وَلاَ بَاطِنٍ، إِلاَّ وَتَقْوَى اللَّهِ ø حِرْزٌ مَتِينٌ، وَحُصْنٌ حَصِينٌ، لِلسَّلاَمَةِ مِنْهُ، وَالنَّجَاةِ مِنْ ضَرَرِهِ.

  وَتَقْوَى اللَّهِ ø: مَا دَخَلَتْ فِي قَلْبٍ إِلاَّ أَدَمَعَتْ عَيْنَيْهِ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَجَعَلَتْ قَلْبَهُ أَسْبَقُ مَا يَكُونُ إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ وَمَرْضَاتِهِ.

  وَأَفْضَلُ مَا يَتَحَلَّى بِهِ الْمُسْلِمُ: أَنْ تَكُونَ تَقْوَى اللَّهِ قَدْ وَقَرَتْ فِي صَدْرِهِ، وَاسْتَقَرَّتْ فِي فؤَادِهِ، وَقَلْبِهِ، فَعِنْدَهَا يَكُونُ أَعَفّ النَّاسِ لِسَانًا، وَأَثْبَت النَّاسِ فِي طَاعَةِ اللَّهِ وَمَرْضَاتِهِ، جَنَانًا.