حقيقة التقوى:
  وَيَنْهُونَ عَنِ الْمُنْكَرْ، تِلْكَ صِفَاتُ الْمُتَّقِينَ حَقًّا الذينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالغَيبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُون.
  إِنَّ الْمُتَّقِينَ: هُمُ الَّذِينَ يَقُونَ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ عَذَابَ النَّارِ يَتَّخِذُونَ الطَّاعَات وَجَمِيع الْقُرُبَاتِ جَلاَبِيبَ تَقِيهِمْ حَرَّ نَارِ السَّعِيرِ.
  فَتَرَاهُمْ مُسَارِعِينَ فِي أَعْمَالِ الْبِرِّ، لِيَتَّخِذُوا مِنْهَا سَرَابِيلَ تَقِيهِمْ بَرْدَ الزَّمْهَرِيرِ.
  تَرَاهُمْ مُسَابِقِيْنَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا عامِلُونَ، يَتَّخِذُونَ مِنْهَا دُرُوعاً وَاقِيَةً مِنْ نَارِ السَّمُومِ، فَهُمْ كَمَا وَصَفَهُمْ اللَّهُ تَعَالَى بِقَوْلِهِ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ١٣٣ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ١٣٤ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ١٣٥}.
  إِنَّ الْمُتَّقِينَ: مَنْ عَرَفُوا الْحَرَامَ فَاجْتَنَبُوهُ، وَعَرَفُوا الْمُنْكَرَ فَتَرَكُوهُ.