رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

حقيقة التقوى:

صفحة 381 - الجزء 1

  إِنَّ الْمُتَّقِي: هُوَ مَنْ يَعِيشُ عَلَى حَذَرٍ، يَجْتَنِبُ الْمُنْكَرَ، هَمُّهُ رِضَى رَبّه، لاَ يُطْعِم نَفْسَهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ مَا تَيَقَّنَ أَنَّهُ حَلالٌ طَيِّبٌ، وَلاَ يَتَكَلَّم إِلاَّ بِمَا ظَنَّهُ صِدْقاً لاَ كَذِباً وَلاَ لَغْوَ فِيهِ، وَلاَ يَسْمَعُ إِلاَّ مَا ظَنَّهُ مُبَاحاً لاَ شُبْهَةَ فِيهِ.

  تَرَاهُ وَقَّّافاً عِنْدَ الشُّبِهَاتِ، يَتْرُكُ الْحَلاَلَ خَوْفاً مِنَ الدُّخُولِ فِي الْبَاطِلِ، عَرَفَ بِأَنَّ لِلَّهِ حِمًى، وَأَنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ، وَأَنَّ مَنْ يَرْعَ حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيهِ، فَيَدَع مَا يَحِلُّ خَوْفاً مِنَ الْوُقُوعِ فِي مَا يَحْرُمُ، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ ÷: «لاَ يَبْلُغُ الْعَبْدُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُتَّقِينَ، حَتَّى يَدَعَ مَا لاَ بَأْسَ بِهِ حَذَرًا مِمَّا بِهِ بَأْسٌ» ......