رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

حقوق الوالدين

صفحة 40 - الجزء 1

  عَلَيْهِمَا، بَلْ يَكُونُ بَيْنَ يَدَيْهِمَا مِثْلَ الْعَبْدِ بَيْنَ يَدَيْ السَّيِّدِ تَذَلُّلاً لَهُمَا. انْتَهَى ...

  وَمِنَ الإِحْسَانِ إِلَيْهِمَا: أَنْ لاَ تُنَقِّصْ عَلَيْهِمَا، وَلاَ تَجْرَحُ مَشَاعِرَهُمَا بِقَوْلٍ، أَوْ فِعْلٍ، لاَ يَرْضَيَانِهِ، وَلاَ تَزْجُرْهُمَا، وَلاَ تَرْفَعُ صَوْتَكَ فَوْقَ أَصْوَاتِهِمَا.

  وَمِنَ الإِحْسَانِ إِلَيْهِمَا: مُخَاطَبَتِهِمَا بِلُطْفٍ، وَرَحْمَةٍ، وَرِفْقٍ، وَاخْتِيَارِ الْكَلاَمِ الْحَسَنِ، الطَّيِّبِ، الْمَقْرُونِ بِالاحْتِرَامِ، وَالتَّوَاضُعِ لَهُمَا، وَلِينِ الْجَانِبِ لَهُمَا، وَخَفْضِ الْجَنَاحِ لَهُمَا، وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الإِحْسَانِ إِلَيْهِمَا، وَالشَّفَقَةِ عَلَيْهِمَا، وَالْعَطْفِ عَلَيْهِمَا، وَالتَّوَدُّدِ إِلَيْهِمَا، وَإِيثَارِ رِضَاهُمَا، وَإِيثَارِ هَوَاهُمَا عَلَى هَوَاك ..

  وَمِنَ الإِحْسَانِ إِلَيْهِمَا: أَنْ تَدْعُوَ لِوَالِدَيْكَ بِالرَّحْمَةِ، فِي حَيَاتِهِمَا وَبَعْدَ مَمَاتِهِمَا، {وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا} وَتَعَطَّفْ عَلَيْهِمَا بِمَغْفِرَتِكَ وَرَحْمَتِكَ كَمَا تَعَطَّفَا عَلَيَّ فِي صِغَرِي، فَرَحِمَانِي وَرَبَّيَانِي صَغِيرًا، حَتَّى اسْتَقْلَلْتُ بِنَفْسِي، وَاسْتَغْنَيْتُ عَنْهُمَا ...

  وَقَالَ الإِمَامُ الْمَنْصُورُ بِاللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمْزَةَ #:

  «مَعْنَاهُ: يُوصِيكُمْ اللَّهُ أَنْ تُحْسِنُوا إِلَى الْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا تَامًّا وَالإِحْسَانُ إِلَيْهِمَا أَنْ لاَ تَشْبَعَ وَيَجُوعَانِ، وَلاَ تَكْتَسِي وَيَعْرَيَانِ، وَإِنْ