الوصية الخالدة وصية الإمام علي # لابنه الحسن $
  وَقَفَ عِنْدَ كُلِّ مُنْعَطِفٍ يَدْرُسُ ظَوَاهِرَهُ كَمَا يَدْرُسُ بَوَاطِنهُ وًيَسْتَخْلِصُ الْعِبَرَ وَالْحِكَمِ كَيْ يُقَدِّمَهَا خُلاَصَة مَمْلُوءَةً بِالتَّجَارِبِ النَّافِعَةِ، وَالْوَصَايَا النَّاجِعَة إِلَى الْبَشَرِيَّةِ كُلِّهَا، الْقَرِيبِ وَالْبَعِيدِ ...
  إِنَّ هَذِهِ الْوَصِيَّة مِنْ أَبْلَغِ الوَصَايَا وَأَقْيَمِهَا، وَأَجَلِّهَا وَأَنْفَعِهَا، وَهِيَ مِنْ أَعْجَبِ الْوَصَايَا، لاشْتِمَالِهَا عَلَى غَرَائِبِ الْحِكَمِ، وَبَدَائِعِ الأَدَب.
  وَقَدْ قِيلَ: أَنَّهُ لَوْ كَانَ كَلاَمٌ يُكْتَبُ بِالذَّهَبِ لَكَانَ هَذَا.؟
  وَلَوْ كُتِبَتْ حِكْمَة بِمَاءِ الذَّهَبِ لَوَجَبَ أَنْ تُكْتَبَ هَذِهِ وَيُسْتَضَاءُ بِهَا.
  إِنَّ هذِهِ الْوَصِيَّة الْقَيِّمَة الخَالِدَة، بَصِيرَة لِمَن اسْتَبْصَرَ، وعِبْرَةٌ لِمَنِ اعْتَبَرَ، وَالشَّامِلَة لِجَمِيعِ الْقِيَمِ الْكَرِيمَةِ، وَالْمثَلِ الْعُلْيَا الَّتِي يَرْقَى بِهَا الإِنْسَانُ إِلَى أَعْلَى الْمَراتِبِ الإِنْسَانِيَّةِ فِيمَا لَوْ طَبَّقَهَا عَلَى وَاقِعِ حَيَاتِهِ.
  وَهَذَا نَص مَا جَاءَ فِيهَا مِنْ دُرَرٍ ثَمِينَةٍ ....