رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

الوصية الخالدة وصية الإمام علي # لابنه الحسن $

صفحة 411 - الجزء 1

  

[]

  «مِنَ الْوَالِدِ الْفَانِ، الْمُقِرِّ لِلزَّمَانِ⁣(⁣١)، الْمُدْبِرِ الْعُمُرِ، الْمُسْتَسْلِمِ لِلدَّهْرِ، الذَّامِ لِلدُّنْيَا، السَّاكِنِ مَسَاكِنَ الْمَوْتَى، الظَّاعِنِ⁣(⁣٢) عَنْهَا غَداً، إِلَى الْمَوْلُودِ الْمُؤَمِّلِ مَا لاَ يُدْرَكُ، السَّالِكِ سَبِيلَ مَنْ قَدْ هَلَكَ، غَرَضِ الأَسْقَامِ⁣(⁣٣)، وَرَهِينَةِ⁣(⁣٤) الأَيَّامِ، وَرَمِيَّةِ الْمَصَائِبِ⁣(⁣٥) وَعَبْدِ الدُّنْيَا، وَتَاجِرِ الْغُرُورِ، وَغَرِيمِ الْمَنَايَا، وَأَسِيرِ الْمَوْتِ، وَحَلِيفِ الْهُمُومِ⁣(⁣٦)، وَقَرِينِ الأَحْزَانِ⁣(⁣٧)، وَنُصْبِ الآفَاتِ⁣(⁣٨)، وَصَرِيعِ⁣(⁣٩) الشَّهَوَاتِ، وَخَلِيفَةِ الأَمْوَاتِ.

  أَمَّا بَعْدُ

  فَإِنَّ فِيَما تَبَيَّنْتُ مِنْ إِدْبَارِ الدُّنْيَا عَنِّي، وَجُمُوحِ الدَّهْرِ⁣(⁣١٠) عَلَيَّ وَإِقْبَالِ الآخِرَةِ إِلَيَّ، مَا يَزَعُنِي⁣(⁣١١) عَنْ ذِكْرِ مَنْ سِوَايَ، وَالاهْتِمامِ


(١) بِالتَّغَيُّرِ والنفاد والتَّحَوُّلُ والاِنْقِلابُ.

(٢) الظَّاعِن: الْمُسَافِرُ.

(٣) غَرَض الأَسْقَامِ: هَدَفُ الأمراض ترمي إِلَيْهِ سهامها.

(٤) الرَّهِينَةُ: الْمَرْهُونَةُ، أَيْ: أنه في قبضة الأيام وحكمها.

(٥) أَيْ: لاَ تَزَالُ الْمَصَائِب ترميه حَتَّى تُهْلِكَهُ.

(٦) أَيْ: أَخُوْهَا وَالْمُلاَزِمُ لَهَا ...

(٧) أَيْ: الْمُقَارِن لَهَا، حَتَّى لاَ تَنْفَكُّ مِنْهُ أَبَداً، لِكَثْرَةِ مَا يَعْرِضُ لَهُ مِنَ الْبَلاَيَا وَالأَسْقَامِ .......

(٨) نُصب الآفَاتِ: لاَ تُفَارِقُهُ العلل، وهُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ: فُلاَنٌ نُصْبَ عيْنِي - بِالضَّمِّ - أَيْ: لاَ يُفَارِقُنِي.

(٩) الصَّرِيعُ: الطريح.

(١٠) جُمُوح الدَّهْرِ: اسْتِعْصَاؤُهُ وتغلّبه.

(١١) يَزَعُنِي: يَكُفُّنِي وَيَصُدُّنِي عَنْ أَنْ أَكُونَ ذَاكِرًا لِغَيْرِي.