[ذكر الموت]
  وَأُخْرَى مُهْمَلَةٌ، قَدْ أَضَلَّتْ(١) عُقُولَهَا، وَرَكِبَتْ مَجْهُولَهَا(٢)، سُرُوحُ(٣) عَاهَة(٤) بِوَاد وَعْث(٥)، لَيْسَ لَهَا رَاع يُقيِمُهَا، وَلاَ مُسِيمٌ(٦) يُسِيمُهَا سَلَكَتْ بِهِِمُ الدُّنْيَا طَرِيقَ الْعَمَى، وَأخَذَتْ بِأَبْصَارِهِمْ عَنْ مَنَارِ الْهُدَى، فَتاهُوا فِي حَيْرَتِهَا، وَغَرِقُوا فِي نِعْمَتِهَا، وَاتَّخَذُوا هَا رَبّاً فَلَعِبَتْ بِهِمْ وَلَعِبُوا بِهَا، وَنَسُوا مَا وَرَاءَهَا ....
(١) أضلّت: أضاعت.
(٢) أَيْ: دخلت فِي مَوَاضِعِ تجهلها ..
(٣) سُرُوحُ عَاهَة: والسروح: جَمْعُ سرح وهُوَ المال السارح ..
(٤) العاهة: الآفة، فالمراد بقوله: سُرُوحُ عَاهَة، أنهم يسرحون لرعي الآفَاتِ.
(٥) الوعث: الرمل الرخو الَّذِي تغيب فيِهِ الأقدام لرخاوته.
(٦) والمسيم هُوَ: الراعي، وَأَرَادَ لَيْسَ لها راعٍ يكون حافظاً لها عن المحذورات، فجعل ما ذكره مثالاً لِلدُّنْيَا وأهلها وما هم عَلَيْهِ من عدم التحفظ والإهمال.