رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

[ذكر الموت]

صفحة 427 - الجزء 1

  وَأُخْرَى مُهْمَلَةٌ، قَدْ أَضَلَّتْ⁣(⁣١) عُقُولَهَا، وَرَكِبَتْ مَجْهُولَهَا⁣(⁣٢)، سُرُوحُ⁣(⁣٣) عَاهَة⁣(⁣٤) بِوَاد وَعْث⁣(⁣٥)، لَيْسَ لَهَا رَاع يُقيِمُهَا، وَلاَ مُسِيمٌ⁣(⁣٦) يُسِيمُهَا سَلَكَتْ بِهِِمُ الدُّنْيَا طَرِيقَ الْعَمَى، وَأخَذَتْ بِأَبْصَارِهِمْ عَنْ مَنَارِ الْهُدَى، فَتاهُوا فِي حَيْرَتِهَا، وَغَرِقُوا فِي نِعْمَتِهَا، وَاتَّخَذُوا هَا رَبّاً فَلَعِبَتْ بِهِمْ وَلَعِبُوا بِهَا، وَنَسُوا مَا وَرَاءَهَا ....


(١) أضلّت: أضاعت.

(٢) أَيْ: دخلت فِي مَوَاضِعِ تجهلها ..

(٣) سُرُوحُ عَاهَة: والسروح: جَمْعُ سرح وهُوَ المال السارح ..

(٤) العاهة: الآفة، فالمراد بقوله: سُرُوحُ عَاهَة، أنهم يسرحون لرعي الآفَاتِ.

(٥) الوعث: الرمل الرخو الَّذِي تغيب فيِهِ الأقدام لرخاوته.

(٦) والمسيم هُوَ: الراعي، وَأَرَادَ لَيْسَ لها راعٍ يكون حافظاً لها عن المحذورات، فجعل ما ذكره مثالاً لِلدُّنْيَا وأهلها وما هم عَلَيْهِ من عدم التحفظ والإهمال.