رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

مسائل في تفسير بر الوالدين وعقوقهما

صفحة 42 - الجزء 1

  وَالْجَوَابُ وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ: أَمَّا تَعْظِيمهُمَا فَوْقَ تَعْظِيم الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّهُ يَجِبُ ذَلِكَ فِعْلاً لاَ اعْتِقَادًا، إِذَا لَمْ يَبْلُغَا ذَلِكَ فِي الْوَاقِعِ وذَلِكَ بِأَنْ يَجْعَلَ لَهُمَا مَزِيَّةٌ فِي التَّعْظِيمِ، وَيُؤْثِرهمَا بِتِلْكَ الْمَزِيَّةِ عَلَى غَيْرِهِمَا لأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْجَبَ شُكْرَهُمَا وَعَطَفَهُ عَلَى شُكْرِهِ تَعَالَى، فَقَالَ تَعَالَى: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ١٤}، وَلَمْ يُشْرِك اللَّهُ تَعَالَى أَحَدًا فِي شُكْرِهِمَا، كَمَا لَمْ يُشْرِكْ سُبْحَانَهُ أَحَدًا فِي شُكْرِهِ وَمَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ جُمْلَة الشُّكْر، لأَنَّهُ فِي مُقَابَلَةِ تَرْبِيَتِهِمَا، قَالَ تَعَالَى: {وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ٢٤}، وَفِي مُقَابَلَةِ حُنُوِّهِمَا وَشَفَقَتِهِمَا وَمَحَبَّةِ إِيصَالِ كُلِّ خَيْرٍ إِلَيْهِ، وَلِتَحَمُّلِهِمَا أَذَاهُ مِنْ غَيْرِ كَرَاهَةٍ، كَمَا جَمِيع ذَلِكَ مَعْلُومٌ مِنْ حَالِهِمَا، وَلِقَوْلِهِ تَعَالَى: {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ}، الآية، وَلاَ مُشَارِكٌ لَهُمَا فِي ذَلِكَ. انْتَهَى ....

  وَرَوَى الإِمَامُ الْهَادِي # فِي الأَحْكَامِ:

  عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ # عَنْ آبَائِهِ $ عَنْ عَلِيٍّ # قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «إِنَّ مِنْ تَعْظِيمِ إِجْلاَلِ اللَّهِ أَنْ تُجِلَّ الأَبَوَيْنِ فِي طَاعَةِ اللَّهِ» فَجَعَلَ النَّبِيُّ