[الترفق في الطلب]
  دَنِيَّة(١) وَإِنْ سَاقَتْكَ إِلَى الرَّغَائِبِ(٢)، فَإِنَّكَ لَنْ تَعْتَاضَ بِمَا تَبْذُلُ مِنْ نَفْسِكَ عِوَضاً(٣).
  وَلاَ تَكُنْ عَبْدَ غَيْرِكَ وَقَدْ جَعَلَكَ اللَّهُ حُرّاً.
  وَمَا خَيْرُ خَيْر لاَ يُنَالُ إِلاَّ بِشَرٍّ، ويُسْر(٤) لاَ يُنَالُ إِلاَّ بِعُسْر(٥).؟
  وَإِيَّاكَ: أَنْ تُوجِفَ(٦) بِكَ مَطَايَا(٧) الطَّمَعِ، فَتُورِدَكَ مَنَاهِلَ(٨) الْهَلَكَةِ(٩)، وَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَلاَّ يَكُونَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللَّهِ ذُو نِعْمَةٍ فَافْعَلْ، فإِنَّكَ مُدْرِكٌ قِسْمَكَ، وَآخِذٌ سَهْمَكَ، وَإِنَّ الْيَسِيرَ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ أَكْرَمُ وَأَعْظَمُ مِنَ الْكَثِيرِ مِنْ خَلْقِهِ وَإِنْ كَانَ كُلٌّ مِنْهُ ....
(١) الدنيَّة مِنَ الأُمُورِ: ما يسقط الهمة وينزل القدر، وَأَرَادَ نزّه نفسك عن الوقوع في كل خصلة مسقطة لقدرك عِنْدَ اللَّهِ وعند الخلق.
(٢) ا الرَّغَائِبُ: جَمْعُ رَغِيبَةٍ، وَهِيَ ما يرغب في اقتنائه من مال وغيره.
(٣) عِوَضاً: بدلاً.
(٤) اليُسْر: السهولة، والمراد سعة العيش.
(٥) العُسْر: الصعوبة، والمراد ضيق العيش.
(٦) الْوَجِيفُ: هُوَ ضرب من السير السريع ..
(٧) الْمَطَايَا: جَمْعُ مطية، وَهِيَ ما يركب ويمتطى من الدواب ونحوها.
(٨) الْمَنْهَلُ: المَوْرِدُ، وهُوَ عينُ ماءٍ تَرِدُهُ الإبلُ في المراعي.
(٩) الْهَلَكَة: الْهَلاَكُ والموت.