رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

[وصايا شتى]

صفحة 430 - الجزء 1

[وَصَايَا شَتَّى]

  وَتَلاَفِيكَ⁣(⁣١) مَا فَرَطَ⁣(⁣٢) مِنْ صَمْتِكَ أَيْسَرُ مِنْ إِدْرَاكِكَ مَا فَاتَ⁣(⁣٣) مِنْ مَنْطِقِكَ، وَحِفْظُ مَا فِي الْوِعَاءِ بِشَدِّ الْوِكَاءِ⁣(⁣٤)، وَحِفْظُ مَا فِي يَدَيْكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ طَلَبِ مَا فِي يَدَيْ غَيْرِكَ، وَمَرَارَةُ الْيَأْسِ خَيْرٌ مِنَ الطَّلَبِ إِلَى النَّاسِ، وَالْحِرْفَةُ مَعَ الْعِفَّةِ خَيْرٌ مِنَ الْغِنَى مَعَ الْفُجُورِ، وَالْمَرْءُ أَحْفَظُ لِسِرِّهِ⁣(⁣٥)، وَرُبَّ سَاعِ فِيَما يَضُرُّهُ.

  مَنْ أَكْثَرَ أَهْجَرَ⁣(⁣٦)، وَمَنْ تَفَكَّرَ أَبْصَرَ، قَارِنْ أهْلَ الْخَيْرِ تَكُنْ مِنْهُمْ وَبَايِنْ أَهْلَ الشَّرِّ تَبِنْ عَنْهُمْ، بِئْسَ الطَّعَامُ الْحَرَامُ! وَظُلْمُ الضَّعِيفِ أَفْحَشُ الظُّلْمِ، إِذَا كَانَ الرِّفْقُ خُرْقاً⁣(⁣٧) كَانَ الْخُرْقُ رِفْقاً، رُبَّمَا كَانَ الدَّوَاءُ دَاءً، وَالدَّاءُ دَوَاءً، وَرُبَّمَا نَصَحَ غَيْرُ النَّاصِحِ، وَغَشَّ الْمُسْتَنْصَحُ⁣(⁣٨).


(١) التَّلاَفِي: التدارك لا صلاح ما فسد أو كاد.

(٢) مَا فَرَطَ أَيْ: قصر عَنْ إفادة الغرض أو إنالة الوطَر.

(٣) إدراك مَا فَاتَ: هُوَ اللحاق بِهِ لأجل استرجاعه، وفات: أَيْ: سبق إِلَى غَيْرِ عودة.

(٤) بشدّ وكائها: أي رباطها.

(٥) أَحْفَظُ لِسِرِّهِ: أشد صوناً له وحرصاً على عدم البوح بِهِ.

(٦) أهجر: يقال: أهجر الرجل إذا أفحش في المنطق السوء والخنى ..

(٧) الْخُرْق بِالضَّمِّ: الجهل والحُمقُ. وقد خَرِق يَخْرِقُ خَرَقاً فَهُوَ أخْرَق.

(٨) وغش المستنصح: أَيْ: وحصل الغش والخديعة ممن طلبت مِنْهُ النصيحة ..