[وصايا شتى]
[وَصَايَا شَتَّى]
  وَتَلاَفِيكَ(١) مَا فَرَطَ(٢) مِنْ صَمْتِكَ أَيْسَرُ مِنْ إِدْرَاكِكَ مَا فَاتَ(٣) مِنْ مَنْطِقِكَ، وَحِفْظُ مَا فِي الْوِعَاءِ بِشَدِّ الْوِكَاءِ(٤)، وَحِفْظُ مَا فِي يَدَيْكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ طَلَبِ مَا فِي يَدَيْ غَيْرِكَ، وَمَرَارَةُ الْيَأْسِ خَيْرٌ مِنَ الطَّلَبِ إِلَى النَّاسِ، وَالْحِرْفَةُ مَعَ الْعِفَّةِ خَيْرٌ مِنَ الْغِنَى مَعَ الْفُجُورِ، وَالْمَرْءُ أَحْفَظُ لِسِرِّهِ(٥)، وَرُبَّ سَاعِ فِيَما يَضُرُّهُ.
  مَنْ أَكْثَرَ أَهْجَرَ(٦)، وَمَنْ تَفَكَّرَ أَبْصَرَ، قَارِنْ أهْلَ الْخَيْرِ تَكُنْ مِنْهُمْ وَبَايِنْ أَهْلَ الشَّرِّ تَبِنْ عَنْهُمْ، بِئْسَ الطَّعَامُ الْحَرَامُ! وَظُلْمُ الضَّعِيفِ أَفْحَشُ الظُّلْمِ، إِذَا كَانَ الرِّفْقُ خُرْقاً(٧) كَانَ الْخُرْقُ رِفْقاً، رُبَّمَا كَانَ الدَّوَاءُ دَاءً، وَالدَّاءُ دَوَاءً، وَرُبَّمَا نَصَحَ غَيْرُ النَّاصِحِ، وَغَشَّ الْمُسْتَنْصَحُ(٨).
(١) التَّلاَفِي: التدارك لا صلاح ما فسد أو كاد.
(٢) مَا فَرَطَ أَيْ: قصر عَنْ إفادة الغرض أو إنالة الوطَر.
(٣) إدراك مَا فَاتَ: هُوَ اللحاق بِهِ لأجل استرجاعه، وفات: أَيْ: سبق إِلَى غَيْرِ عودة.
(٤) بشدّ وكائها: أي رباطها.
(٥) أَحْفَظُ لِسِرِّهِ: أشد صوناً له وحرصاً على عدم البوح بِهِ.
(٦) أهجر: يقال: أهجر الرجل إذا أفحش في المنطق السوء والخنى ..
(٧) الْخُرْق بِالضَّمِّ: الجهل والحُمقُ. وقد خَرِق يَخْرِقُ خَرَقاً فَهُوَ أخْرَق.
(٨) وغش المستنصح: أَيْ: وحصل الغش والخديعة ممن طلبت مِنْهُ النصيحة ..