رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

[وصايا شتى]

صفحة 431 - الجزء 1

  وَإِيَّاكَ: وَالاتِّكَالَ عَلَى الْمُنَى⁣(⁣١)، فَإِنَّهَا بَضَائِعُ النَّوْكَى⁣(⁣٢)، وَالْعَقْلُ حِفْظُ التَّجَارِبِ، وَخَيْرُ مَا جَرَّبْتَ مَا وَعَظَكَ، بَادِرِ الْفُرْصَةَ قَبْلَ أَنْ تَكُونَ غُصَّةً، لَيْسَ كُلُّ طَالِب يُصِيبُ، وَلاَ كُلُّ غَائِب يَؤُوبُ، وَمِنَ الْفَسَادِ إِضَاعَةُ الزَّادِ، وَمَفْسَدَةُ الْمَعَادِ، وَلِكُلِّ أَمْر عَاقِبَةٌ، سَوْفَ يَأْتيِكَ مَا قُدِّرَ لَكَ، التَّاجِرُ مُخَاطِرٌ، وَرُبَّ يَسِير أَنْمَى مِنْ كَثِيرٍ لاَ خَيْرَ فِي مُعِين مَهِين⁣(⁣٣)، وَلاَ فِي صَدِيقٍ ظَنِينٍ⁣(⁣٤)، سَاهِلِ الدَّهْرَ⁣(⁣٥) مَا ذَلَّ لَكَ قَعُودُهُ⁣(⁣٦)، وَلاَ تُخَاطِرْ بِشَيء رَجَاءَ أَكْثَرَ مِنْهُ.

  وَإِيَّاكَ: أَنْ تَجْمَحَ بِكَ مَطِيَّةُ اللَّجَاجِ⁣(⁣٧).

  احْمِلْ نَفْسَكَ مِنْ أَخِيكَ عِنْدَ صَرْمِهِ⁣(⁣٨) عَلَى الصِّلَةِ⁣(⁣٩)، وَعِنْدَ صُدُودِهِ⁣(⁣١٠) عَلَى اللَّطَفِ⁣(⁣١١) وَالْمُقَارَبَةِ، وَعِنْدَ جُمُودِهِ⁣(⁣١٢) عَلَى


(١) الْمُنَى: جَمْعُ منية، وهُوَ: مَا يَتَمَنَّاهُ الإنسان من جميع الأشياء، فحذَّره عن الاعتماد عَلَيْهَا.

(٢) نَوْكَى: أَيْ: حَمْقَى جَمْعُ أَنْوَك. والنُّوك بِالضَّمِّ: الحُمْق ..

(٣) مَهِينٌ: أَيْ: حَقيرٌ ضَعيفٌ، وَالْمَعْنَى: الإعانة إنما تراد من أجل تحصيل المقصود وإيقاعه، فإذا كان المعين في غاية الضعف والهوان فَلاَ فائدة فيها، وَلاَ نفع واقع بِهَا.

(٤) أراد بالضنين: إما البخيل، وإما المتهم، وكلاهما يشوبان الصداقة، ويقطعان حالها، ويبطلان أمرها.

(٥) سَاهِلِ الدَّهْرَ: خذ حظك مِنْهُ بسهولة ويسر.

(٦) القَعُود - بفتح أوله -: الجمل الَّذِي يقتعده الراعي في كل حاجته، وللفصيل، أَيْ: سَاهِلِ الدَّهْرَ ما دام منقاداً وخذ حظك من قياده.

(٧) المَطِيّة: ما يركب ويمتطي. واللَجاج - بِالْفَتْحِ -: الخصومة.

(٨) صَرْمِهِ: قطيعته.

(٩) الصِلَة: الوصال، وهُوَ ضد القطيعة.

(١٠) صدوده: إعراضه عَنْكَ.

(١١) اللَّطَفُ: البِرُّ والتَّكْرِمة.

(١٢) جُمُودُهُ: بخله ومنع جود نفسه.