[الرأي في المرأة]
[الرَّأْي فِي الْمَرْأَةِ]
  وَإِيَّاكَ: وَمُشَاوَرَةَ النِّسَاءِ، فَإِنَّ رَأَيَهُنَّ إِلَى أَفْنٍ(١)، وَعَزْمَهُنَّ إِلَى وَهْن(٢).
  وَاكْفُفْ عَلَيْهِنَّ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ بِحِجَابِكَ إِيَّاهُنَّ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحِجَابِ أَبْقَى عَلَيْهِنَّ، وَلَيْسَ خُرُوجُهُنَّ بِأَشَدَّ مَنْ إِدْخَالِكَ مَنْ لاَ يُوثَقُ بِهِ عَلَيْهِنَّ، وَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَلاَّ يَعْرِفْنَ غَيْرَكَ فَافْعَلْ.
  وَلاَ تُمَلِّكِ الْمَرْأَةَ مِنْ أَمْرِهَا مَا جَاوَزَ نَفْسَهَا، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ رَيْحَانَةٌ وَلَيْسَتْ بِقَهْرَمَانَة(٣).
  وَلاَ تَعْدُ(٤) بِكَرَامَتِهَا نَفْسَهَا، وَلاَ تُطْمِعْهَا أَنْ تَشْفَعَ لِغَيْرِهَا.
  وَإِيَّاكَ: وَالتَّغايُرَ(٥) فِي غَيْرِ مَوْضِعِ غَيْرَة، فَإِنَّ ذلِكَ يَدْعُو الصَّحِيحَةَ إِلَى السَّقَمِ، وَالْبَرِيئَةَ إِلَى الرِّيَبِ.
  وَاجْعَلْ لِكُلِّ إِنْسَان مِنْ خَدَمِكَ عَمَلاً تَأْخُذُهُ بِهِ، فَإِنَّهُ أَحْرَى أَلاَّ يَتَوَاكَلُوا(٦) فِي خِدْمَتِكَ.
(١) الأَفْنُ بِالسُّكُونِ: النَّقْصُ والمتأفن: المتنقص، يقال: فُلاَنٌ يتأفن فلانا، أي يتنقصه ويعيبه.
(٢) الوهن: الضعف ..
(٣) الْقَهْرَمَانُ: فارسي معرب، وهُوَ الَّذِي يملك التصرف فِي الأُمُورِ بالإيراد والإصدار عَنْ رأيه.
(٤) لاَ تَعْدُ - بفتح فسكون - أَيْ: لاَ تُجَاوِزُ بإكرامها نفسها فتكرم غيرها بشفاعتها.
(٥) التَّغايُر: إظهار الغيرة على المرأة بسوء الظن في حالها من غير موجب.
(٦) يَتَوَاكَلُوا: يتكل بعضهم على بعض.