تمت الوصية الخالدة
تَمَّتِ الْوَصِيَّةُ الخَالِدَة
  قَالَ الإِمَامُ الْمُؤَيَّدُ بِاللَّهِ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ: فِي الدِّيبَاجِ الْوَضِيِّ فِي الْكَشْفِ عَنْ أَسْرَارِ كَلاَم الْوَصِيِّ، بَعْدَ شَرْحِهِ لِهَذِهِ الْوَصِيَّة الْقَيِّمَةِ الخَالِدَةِ.
  ثُمَّ أَقُوْلُ: لَوْلاَ أَنَّ الْقُرْآنَ قَدْ سَبَقَ بِالإِحَاطَةِ بِالْمَصَالِحِ الدِّينِيَّةِ وَالأَسْرَارِ الرَّبَّانِيَّةِ، وَالْحِكَمِ الأَدَبِيَّةِ، وَالزَّوَاجِرِ الْوَعْظِيَّةِ، وَالْقَوَا رِعِ الوَعِيدِ يَّة، وَالأَوَامِرِ الْمُؤَكَّدَةِ، وَالنَّوَاهِي الْمُشَدَّدَةِ، لَكَانَتْ هَذِهِ الْوَصِيَّةُ هِيَ الْجَامِعَةُ لِهَذِهِ الأَسْرَارِ، لاشْتِمَالِهَا عَلَى مِثْلِ مَا ذَكَرْنَاهُ فَكِتَاب اللَّهِ سَابِقٌ بِذَلِكَ، وَهِيَ تِلْوَهُ ... انْتَهَى ...
  هَذِهِ الْوَصِيَّةُ الرَّائِعَة، الْحَافِلَة بِجَوَاهِرِ الْحِكَمِ، أَضَاءَتْ جَانِباً كَبِيراً مِنْ مَوَاهِبِ الإِمَام # وَعَبْقَرِيّاتِهِ، وَلَوْ لَمْ تَكُنْ لَهُ إِلاَّ هذِهِ الْوَصِيَّة لَكَفَتْ عَلَى الاِسْتِدَلاَلِ عَلَى عَظَمَتِهِ، وَمَا يَمْلِكُهُ مِنْ طَاقَاتٍ عِلْمِيَّةٍ لاَ حُدُودَ لَهَا.
  مَا أَحْوَجَنَا إِلَى أَنْ نَتَلَمَّسَ طَرِيقنَا إِلَى اللَّهِ، وَنَسْتَضِيءُ بِهَذِهِ الْقَبَسَاتِ الَّتِي أَوْقَدَهَا الإِمَام # لِتَكُونَ نُوراً يُضِيءُ لَنَا هَذَا الطَّرِيق الْمُظْلِمِ، وَمَحَطّاتُ أَمَانٍ فِي هَذَا الدَّرْب الْمَخُوفِ.