تمت الوصية الخالدة
  وَمَا أَحْوَجَنَا إِلَيْهَا فِي أَيَّامِنَا هَذِهِ، مَا أَعْظَمَ حَاجَتَنَا إِلَى النَّظَرِ فِيهَا وَالتَّأَمُّلِ فِي أَخْبَارِهَا، لِنَسْتَفِيدَ مِنْهَا لِحَاضِرِنَا وَمُسْتَقْبَلِنَا.
  وَمَا أَحْوَجَنَا إِلَيْهَا الْيَوْمَ لأَنَّهَا حَوَتْ مِنَ الْخَيْرِ الْعَظِيْمِ، وَالنَّفْعِ الْعَمِيمِ، وَالآدَابِ السَّامِيةِ، وَالأَخْلاقِ الْفَاضِلَةِ.
  مَا أَحْوَجَنَا إِلَى أَنْ نَقِفَ أَمَامَ هَذِهِ الْوَصِيَّةِ الْعَظِيمَةِ، لِنَأْخُذُ مِنْهَا الدُّرُوسَ، وَالْعِظَاتِ وَالْعِبَرِ.
  مَا أَحْوَجَنَا وَأَحْوَجَ أُمَّتنَا إِلَى الاهْتِدَاءِ بِهَذِهِ الْبَصِيرَةِ الْقُرْآنِيَّةِ.
  مَا أَحْوَجَنَا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ لِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ، ونَحْنُ نَعِيشُ الآنَ عَصْراً طَغَى فِيهِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ، وَحُبُّ الْمَلَذَّاتِ، وَحُبُّ الدُّنْيَا، فَإِنَّ كَثِيْراً مِنَ النَّاسِ يُذَكَّر بِقَوْلِ اللَّهِ فَلاَ يَتَذَكَّرُ!.
  ويُذَكَّر بِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ ÷ فَلاَ يَتَحَرَّكُ قَلْبُهُ وَكأَنَّ الْقُلُوبَ تَحَوَّلَتْ إِلَى حِجَارَةٍ ..
  مَا أَحْوَجَنَا إِلَى اسْتِخْرَاجِ هَذِهِ الْمَعَانِي وَشَرْحِهَا وَتَأْكِيدِهَا لأَصْحَابِ الْعُقُولِ الرَّاجِحَةِ، إِنَّهَا دُسْتُورٌ ومَنْهَجٌ فِي فَهْمِ حَقَائِق الإِسْلاَمِ ...
  فَسَلاَمُ اللَّهِ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ عَدَدَ أَنْفَاسِ خَلْقِهِ، وَحَرَكَاتِهِمْ وَسَكَنَاتِهِمْ.