رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

مسائل في تفسير بر الوالدين وعقوقهما

صفحة 47 - الجزء 1

  وَقَوْله ÷ حِيْنَ اعْتَلَى الْمِنْبَرَ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْحَاضِرِينَ لِيَخْطُبَهُمْ: «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ».؟ قَالَهَا ثَلاَثًا.

  ثُمَّ قَالَ: «الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ، أَلاَ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، أَلاَ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، أَلاَ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ».

  وَلَفْظُ هَذَا الْحَدِيثِ فِي الْمُجْتَبَى عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّ رَجُلاً أَتَاهُ وَقَالَ: إِنَّ لِيَ امْرَأَةً، وَإِنَّ أَبِي يَأْمُرُنِي بِطَلاَقِهَا، فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ÷ يَقُولُ: «الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبوابِ الْجَنَّةِ، فَإِنْ شِئْتَ فَأَضِعْ ذَلِكَ الْبَابَ أَوِ احْفَظْهُ». انْتَهَى.

  وَقَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ: «يَا بُنَيَّ: مَنْ أَرْضَى وَالِدَيْهِ فَقَدْ أَرْضَى الرَّحْمَنَ، وَمَنْ أَسْخَطَهُمَا فَقَدْ أَسْخَطَ الرَّحْمَنَ.

  يَا بُنَيَّ: إِنَّمَا الْوَالِدَانِ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، فَإِنْ رَضِيَا مَضَيْتَ إِلَى الْجَبَّارِ، وَإِنْ سَخِطَا حُجِبْتَ». انْتَهَى.

  وَاعْلَمْ يَا بُنَيَّ: أَنَّ هُنَاكَ صُوَرًا مُخْتَلِفَةً لِلْعُقُوقِ، بَعْضُهَا فِعْلِيٌّ وَبَعْضُهَا قَوْلِيٌّ.

  وَمِنَ الْعُقُوقِ مَا يُبْدِيهِ الْوَلَدُ لأَِبَوَيْهِ مِنْ مَلَلٍ، وَضَجَرٍ، وَغَضَبٍ وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ، وَاسْتِطَالَتِهِ عَلَيْهِمَا.