رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

العقوق

صفحة 49 - الجزء 1

الْعُقُوقُ

  يُقَالُ: عَقَّ وَالِدَهُ يَعُقُّهُ عُقُوقًا، إِذَا آذَاهُ وَعَصَاهُ، وَخَرَجَ عَلَيْهِ وَأَصْلُهُ مِنَ الْعَقِّ وَهُوَ الشَّقُّ وَالْقَطْعُ ...

  وَاعْلَمْ يَا بُنَيَّ: أَنَّ عُقُوقَ الْوَالِدَيْنِ مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ بَلْ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ، وَقَدْ جَمَعَ النَّبِيُّ ÷ بَيْنَ الْعُقُوقِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ بِاللَّهِ، كَمَا فِي الْحَدِيثِ الْمَرْوِيِّ عَنِ النَّبِيِّ ÷ أَنَّهُ قَالَ: «أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِر».؟ ثَلاَثًا.

  قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ.

  قَالَ: «الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَجَلَسَ وَكَانَ مُتَّكِئًا أَلاَ وَقَوْلُ الزُّورِ»، فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَتَ.

  وَأَنَّ مَنْ عَقَّ وَالِدَيْهِ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةِ:

  وَأَخْرَجَ الإِمَامُ أَحْمَدُ وَاللَّفْظُ لَهُ، وَالنَّسَائِيِّ، وَالْبَزَّارُ، وَالْحَاكِمُ، وَقَالَ صَحِيحُ الإِسْنَادِ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ÷، قَالَ: «ثَلاَثَةٌ حَرَّمَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَيْهِمُ الْجَنَّةِ: مُدْمِنُ الْخَمْرِ، وَالْعَاقُّ، وَالدَّيُّوثُ الَّذِي يُقِرُّ الْخَبَثَ فِي أَهْلِهِ» ...