العقوق
  قَالَ: إِنَّهُ مَعَ هَذَا أَبِي.
  قُلْتُ: فَلاَ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا.
  قَالَ: اسْكُتْ، فَهَكَذَا كَانَ هُوَ يَصْنَعُ بِأَبِيهِ، وَكَذَا يَصْنَعُ أبُوهُ بِجَدِّهِ، فَقُلْتُ: هَذَا أَعَقُّ النَّاسِ».
  نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْعُقُوقِ وَمِنْ قسْوَةِ القَلْبِ.
  يَا بُنَيَّ: أَتَدْرِي مَا نَتَائِجُ الْعُقُوقُ: كَبِيرَة مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ، تُقْرَن بِالشِّرْكِ بِاللَّهِ ø، وَمَجْلَبَة لِسَخَطِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ، وَمَدْعَاةٌ لِتَعْجِيلِ الْعُقُوبَةِ فِي الدُّنْيَا.
  يَا بُنَيَّ: الأَبُ نَاصِحٌ حَنُونٌ، وَمُشْفِقٌ وَدُودٌ، وَمَا خِلْتُ يَوْماً أَنَّ أَباً يَوَدُّ الشَّرَّ لاِبْنِهِ، أَوْ يَحْسُدَهُ عَلَى أَنْ حَقَّقَ خَيْراً دُونَهُ، فَلاَ تَشْمَئِزّ مِنْهُ إِذَا مَا نَصَحَكَ، أَوْ عاتَبَكَ عَلَى أَمْرٍ، حَتَّى وَإِنِ قَسَا عَلَيْكَ، فَإِنَّهُ أَعْلَمُ مِنْكَ بِذَلِكَ، فَإِنَّهُ مَا حَمَلَهُ عَلَى ذَلِكَ إِلاَّ الشَّفَقَةُ عَلَيْكَ، وَالرَّحْمَةُ، وَالْمَحَبَّةُ، وَالنَّصِيحَةُ، وَإِنَّمَا فَعَلَ مَا فَعَلَ مِنْ أَجْلِكَ أَنْتَ يَا بُنَيَّ: وَمِنْ أَجْلِ مَصْلَحَتِكَ، فَإِنَّهُ أَعْلَمُ بِمَصَالِحِكَ مِنْكَ.