رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

العقوق

صفحة 55 - الجزء 1

  يَا بُنَيَّ: إِنَّ بَعْضَ النَّاسِ يَتَصَوَّرُ أَنَّ أَبَاهُ إِذَا نَصَحَهُ، أَوْ عاتَبَهُ يَتَصَوَّرُ أَنَّ أَبَاهُ يُبْغَضهُ وَلاَ يُحِبّهُ، وَهَذَا خَطَأٌ، فَإِنَّهُ لَوْ لَمْ يَكُنْ يُحِبّهُ لَمَا نَصَحَهُ ....

  وَاعْلَمْ يَا بُنَيَّ: إِنَّ الْبِرَّ بِالْوَالِدَيْنِ وَالإِحْسَانِ إِلَيْهِمَا عَامٌّ مُطْلَقٌ يَنْضَوِيَ تَحْتَهُ مَا يَرْضَى الابْنُ وَمَا لاَ يَرْضَى، مِنْ غَيْرِ امْتِنَاعٍ، وَلاَ جَدَلَ وَلاَ مُنَاقَشَة، وَلاَ ضَجَرٍ، ذَلِكَ أَنَّ كَثِيرًا مِنَ الأَبْنَاءِ يَحْسَبُونَ أَنَّ الْبِرَّ فِيمَا يَرُوقُ لَهُمْ، وَيُحَقِّقُ رَغَبَاتِهِمْ، وفِيمَا تَهْوَاهُ نُفُوسُهُمْ وَالْحَقُّ: أَنَّ الْبِرَّ لاَ يَكُونُ إِلاَّ فِيمَا يُخَالِفُ أَهْوَائهمْ، وَمُيُولَهُمْ وَلَوْ كَانَ فِيمَا يُوَافِقُهَا لَمَا سُمِّيَ بِرًّا .....