من شروط قبول الأعمال بر الوالدين
مِنْ شُرُوطِ قَبُولِ الأَعْمَالِ بِرّ الْوَالِدَيْنِ
  وَاعْلَمْ يَا بُنَيَّ: أَنَّ بِرَّ الْوَالِدَيْنِ سَبَبٌ مِنْ أَهَمِّ الأَسْبَابِ، وَشَرْطٌ فِي قَبُولِ الْعَمَلِ.
  لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ الإِيمَانَ، وَلاَ الصَّلاَةَ، وَلاَ الزَّكَاةَ، وَلاَ صِيَامَ رَمَضَانَ، إِلاَّ بِالْبِرِّ لِلْوَالِدَيْنِ، لأَنَّ بِرَّ الْوَالِدَيْنِ فَرِيضَةٌ مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ، وَلَنْ يَقْبَلَ اللَّهُ تَعَالَى شَيْئًا مِنْ فَرَائِضِهِ، بَعْضَهَا دُونَ بَعْضٍ ..
  قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ®: «ثَلاَثُ آيَاتٍ نَزَلَتْ مَقْرُونَةً بِثَلاَثِ آيَاتٍ لاَ يُقْبَلُ وَاحِدَةٌ مِنْهَا بِغَيْرِ قَرِينَتِهَا.
  أَوَّلُهَا: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ}، فَمَنْ صَلَّى وَلَمْ يُؤَدِّ الزَّكَاةَ لاَ تُقْبَلُ مِنْهُ الصَّلاَةُ.
  وَالثَّانِي: قَوْله تَعَالَى: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ}، فَمَنْ شَكَرَ اللَّهَ وَلَمْ يَشْكُرْ وَالِدَيْهِ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ.
  وَالثَّالِثُ: قَوْله تَعَالَى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}، فَمَنْ أَطَاعَ اللَّهَ وَلَمْ يُطِعْ الرَّسُولَ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ».
  وَاعْلَمْ يَا بُنَيَّ: أَنَّ الْخَيْرَ كُلَّ الْخَيْرِ، وَالسَّعَادَةَ كُلَّ السَّعَادَةِ، فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فِي بِرَّ الْوَالِدَيْنِ.