من شروط قبول الأعمال بر الوالدين
  فَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ دَرَجَةٌ عَالِيَةٌ، وَمَرْتَبَةٌ، رَفِيعَةٌ، لاَ يَنَالُهَا إِلاَّ أَرْبَابُ الْقُلُوبِ الْحَيَّةِ، وَأَصْحَابُ الْهِمَمِ الْعَالِيَةِ، وَالنُّفُوسِ الْفَاضِلَةِ الزَّكِيَّةِ.
  الَّذِينَ عَرَفُوا اللَّهَ حَقَّ الْمَعْرِفَةِ، وَعَقَلُوا عَنِ اللَّهِ حُجَجَهُ وَآيَاتِهِ، وَانْتَفَعُوا بِمَا سَمِعُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، وَسُنَّةِ رَسُولِهِ ÷: فَاسْتَقَامُوا عَلَى طَرِيقِ الْهُدَى وَالدِّينِ، وَامْتَثَلُوا مَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ، مِنَ الْبِرِّ وَالإِحْسَانِ إِلَى الْوَالِدَيْنِ، وَالْعَمَلِ بِطَاعَتِهِ وَاجْتِنَابِ مَعَاصِيَهِ، فَفَازُوا بِرِضَا اللَّهِ تَعَالَى وَمَحَبَّتِهِ، ثُمَّ بِرِضَا الْوَالِدَيْنِ، وَنَالُوا بِذَلِكَ السَّعَادَةَ وَالْعِزَّةَ، مِنَ اللَّهِ تَعَالَى فِي الدُّنْيَا وَالْفَلاَحَ فِي الآخِرَةِ ..
  نَعَمْ يَا بُنَيَّ: إِنَّ بِرَّ الْوَالِدَيْنِ جَمَعَ مِنَ الْخَيْرِ أَكْمَلَهُ، وَمِنَ الإِحْسَانِ أَجْمَلَهُ، وَحَازَ مِنَ الْمَعْرُوفِ أَنْفَعَهُ، وَحَوَى مِنَ الْفَضْلِ أَرْفَعَهُ.
  وَاعْلَمْ يَا بُنَيَّ: أَنَّ الْبَارَّ بِوَالِدَيْهِ يَجْنِي ثِمَاراً طَيِّبَةً، ويُهَيَّئُ لَهُ أَسْبَاباً لِرَحْمَةِ اللَّهِ جَالِبَةً، وَمِنْ أَعْظَمِ ثِمَارِ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ: دُخُولُ جَنَّةٍ عَرْضُهَا الأَرْضُ وَالسَّمَوَاتُ ...