رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

بعض قصص البارين

صفحة 60 - الجزء 1

بَعْضُ قِصَصِ الْبَارِّينَ

  وَلَقَدْ رَأَيْتُ أَنَّهُ مِنْ تَمَامِ الْفَائِدَةِ أَنْ أُلْحِقَ بِهَذَا الْبَابِ بَعْضَ الْقِصَصِ النَّافِعَة، الَّتِي وَرَدَتْ فِي الْبَارِّينَ بِالْوَالِدَيْنِ لَتَكُونُ فِيهَا عِبْرَةٌ لِمَنْ يَعْتَبِرُ.

  وَتَحَدَّثَتْ عَنْ عَاقِبَةِ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ، وَبَرَكَتِهِ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ الآخِرَةِ.

  وَالَّتِي إِنْ دَلَّتْ عَلَى شَيْءٍ فَإِنَّمَا تَدُلُّ عَلَى عَظِيمِ شَأْنِ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ وَعَظِيمِ أَثَرِ الْبِرِّ عَلَى الْبَارِّ بِوَالِدَيْهِ، فِي الدُّنْيَا قَبْلَ الآخِرَةِ.

  فَمَعْذِرَةً يَا بُنَيَّ: إِنْ أَطَلْتُ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِي أَنْ أُطِيلَ لَوْلاَ الْحَاجَةُ الْمَاسَّة إِلَى الْبَيَانِ وَالْبَلاَغِ، لأَهَمِّيَّةِ الْبِرِّ وَالإِحْسَانِ إِلَى الْوَالِدَيْنِ، وَعِظَمِ شَأْنِهِ، وَخَطَرِ عُقُوقِ الْوَالِدَيْنِ، وَمِنْ ثَمَّ وَرَدَ عَنِ النَّبِيِّ ÷: «فَلْيَعْمَلِ الْعَاقُّ مَا شَاءَ أَنْ يَعْمَلَ فَلَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةِ»، وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: «يُقَالُ لِلْعَاقِّ: اعْمَلْ مَا شِئْتَ مِنَ الطَّاعَةِ فَإِنِّي لاَ أَغْفِرُ لَكَ».

  وَإِلَيْكَ نَمَاذِجَ مِنْ تِلْكَ الْقِصَصِ النَّافِعَة، قِصَص الْبَارِّينَ ...

  مِنْهَا: مَا رَوَاهُ الطَّبَرِيُّ: فِي تَفْسِيرِهِ، فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً}، وَكَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَبَرِّ