ترك الإحسان إلى الوالدين سبب في سوء الخاتمة
  وَتَرَكْتَهُمَا في وَكْرِهِمَا مَحْزُونِينَ، فَإِنْ غَابَ شَخْصُكَ عَنْ عُيُونِهِمَا لَمْ يَغِبْ خَيَالكَ عَنْ قُلُوبِهِمَا.
  وَلَئِنْ ذَهَبَ حَدِيثُكَ عَنْ أَسْمَاعِهِما، لَمْ يَسْقُطْ ذِكْركَ عَنْ أَفْوَاهِهمَا، وَلَطَالَمَا بَكَيَا وَلَمْ يَذُوقَا غَمْضاً إِنْ تَأَخَّرْتَ عَن الرَّوَاحِ فِي الْمَسَاءِ، فَكَيْفَ إذَا أَغْلَقَا بابِهِمَا دُونَكَ، وَأَبْصَرَا خلواً مَكَانَكَ فَفَقَدَا أُنْسَكَ، وَلَمْ يَجِدَا رَائِحَتَكَ، فَكَانَ مَلاَذهمَا سَحّ الدُّمُوْعِ فَصَارَ الْوَلَدُ خَبراً، وَسَلْ عَنْ حَدِيثِهِمَا إِذَا لَقِيَا إِخْوَانِكَ، وَأَبْصَرَا أَقْرَانِكَ وَلَمْ يُبْصِرَاك مَعَهُمْ، فَهُنَاكَ تُسْكَبُ الْعَبَرَاتُ، وَتَتَضَاعَفُ الْحَسَرَاتِ.
  فَوَيْلٌ ثُمَّ وَيْلٌ ثُمَّ وَيْلٌ: لِمَنْ قَصَّرَ فِي حَقِّ وَالِدَيْهِ.
  وَيْلٌ: لِمَنْ آذَاهُمْ.
  وَيْلٌ: لِمَنْ اسْتَخَفَّ بِحَقِّهِم.
  وَيْلٌ: لِمَنْ اسْتَأْثَرَ عَلَيْهِمْ.
  وَيْلٌ: لِمَنْ آثَرَ نَفسَهُ، أَوْ زَوْجَتَهُ، أَوْ أَحَداً مِنْ أَوْلاَدِهِ عَلَيْهِمْ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي بَارًّا بِأَبِي وَأُمِّي، مُطِيْعاً لَهُمَا.