فتنة النساء الفتنة بالنساء فتنة عظيمة
  لأَنَّ الطِّبَاعَ كَثِيرًا تَمِيلُ إِلَيْهِنَّ، وَتَقَعُ فِي الْحَرَامِ لأَجْلِهِنَّ، وَتَسْعَى لِلْقِتَالِ وَالْعَدَاوَةِ بِسَبَبِهِنَّ، وَأَقَلُّ ذَلِكَ أَنْ تُرَغِّبَهُ فِي الدُّنْيَا، وَأَيُّ فَسَادٍ أَضَرُّ مِنْ هَذَا.؟
  وَإِنَّمَا قَالَ بَعْدِي: لأَنَّ كَوْنَهُنَّ فِتْنَةً أَضَرَّ ظَهَرَتْ بَعْدَهُ.
  فَفِي الْحَدِيثِ دَلاَلَةٌ عَلَى أَنَّ الْفِتْنَةَ بِالنِّسَاءِ فِتْنَةٌ عَظِيمَةٌ، أَشَدُّ مِنَ الْفِتْنَةِ بِغَيْرِهِنَّ، بَلْ هُيَ مِنْ أَعْظَمِ الْفِتَنِ وَالشُّرُورِ وَأَخْطِرْهَا، وَيَشْهَدُ لَهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ} فَجَعَلَهُنَّ مِنْ عَيْنِ الشَّهَوَاتِ، وَبَدَأَ بِهِنَّ قَبْلَ بَقِيَّةِ الأَنْوَاعِ، إِشَارَةً إِلَى أَنَّهُنَّ الأَصْلُ فِي ذَلِكَ، وَبِأَنَّ فِتْنَةَ النِّسَاءِ مِنْ أَعْظَمِ مَا كَانَ يَخَافُهَا ÷: عَلَى أُمَّتِهِ، لأَنَّ الطِّبَاعَ كَثِيرًا تَمِيلُ إِلَيْهِنَّ، وَتَقَعُ فِي الْحَرَامِ لأَجْلِهِنَّ، وَتَسْعَى لِلْقِتَالِ وَالْعَدَاوَةِ بِسَبَبِهِنَّ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ ...
  وَهُنَّ مَصَائِدُ الشَّيْطَانِ، بِهِنَّ يَصِيدُ الرِّجَالُ، وَبِسَبَبِ غِوَايَتِهِنَّ يَتَوَصَّلُ إِلَى افْتِتَانِ أَهْلِ الإِيمَانِ، فَهُنَّ مِنْ أَشَدِّ الفِتَنِ عَلَى الرِّجَالِ.
  وَمِنْ هُنَا قَالَ النَّبِيُّ الشَّفِيقُ الْمُشْفِقُ عَلَى أُمَّتِهِ، النَّاصِحُ لِجَمِيعِ الْخَلْقِ، الْمُرْشِدُ لِلْمَنَافِعِ الدِّينِيَّةِ وَالدُّنْيَوِيَّةِ، وَالْمُنْقِذُ مِنَ الْهَلاَكِ