رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

مقدمة

صفحة 7 - الجزء 1

  أَمَّا بَعْدُ:

  يَا بُنَيَّ: فَإِنِّي أُقَدِّمُ لَكَ هَذِهِ الرِّسَالَة مِنْ قَلْبِ أَبٍ مُحِبٍّ، مُشْفِقٍ عَلَيْكَ، يُرِيدُ لَكَ السَّعَادَة فِي الدُّنيَا، وَالْفَلاَح فِي الآخِرَةِ، وَيَتَمَنَّى لَكَ الرِّفْعَةَ وَالشَّرَفَ، إِنْ أَنْتَ حَفِظْتَهَا.

  نَعَمْ يَا بُنَيَّ: إِنَّهَا رِسَالَةٌ مِنْ قَلْبِ أَبٍ مُحِبٍّ مُشْفِقٍ عَلَيْكَ، قَدْ جَرَّبَ الأُمُورَ، وَعَرَكَتْهُ الْحَيَاة، وَصَقَلْتَهُ التَّجَارِبُ، خَيْرَهَا وَشَرَّهَا وَقَاسَى وَيْلاَتهَا، وَذَاقَ حُلْوَهَا وَمُرَّهَا، وَعَاشَ آلاَمهَا وَمَصَائِبِهَا ..

  يَا بُنَيَّ: إِنَّ هَذِهِ الرِّسَالَةَ قَدِ اشْتَمَلَتْ عَلَى وَصَايَا جَلِيلَةٍ، وَفَوَائِدَ جَمَّةٍ نَفِيسَةٍ، اسْتَخْرَجْتُهَا لَكَ مِنْ مَكْنُونِ نُصْحِي، وَصَدَقْتُكَ فِيهَا النَّصِيحَةَ، فَقَدْ جَمَعْتُ لَكَ فِيهَا مِنَ النَّصَائِحِ الْكَافِيَةِ، وَالْمَوَاعِظِ الشَّافِيَةِ، وَالأَخْلاَقِ الْحَسَنَةِ، وَالآدَابِ الْفَاضِلَةِ، بِمَا فِيهِ الْكِفَايَةُ لِمَنْ عَمِلَ بِهَا.

  فَخُذْ بِهَا، وَاجْعَلْهَا نُصْبَ عَيْنَيْكَ، يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهَا وَوَلَدَكَ، فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَيَرْحَمُكَ اللَّهُ بِهَا بَعْدَ الْمَمَاتِ.

  فَاتَّعِظْ بِهَذِهِ النَّصَائِحِ، وَاقْبَلْ هَذِهِ الْوَصَايَا، تَكُنْ لَكَ ضِيَاءً وَنُورًا فِي دُنْيَاكَ، وَذُخْراً فِي آخِرَتِكَ، فَإِنَّ مَنْ قَبِل النَّصِيحَةَ أَمِنَ الْفَضِيحَةَ.

  وَمَا أَظُنُّكَ إِلاَّ كَذَلِكَ.