رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

فتنة النساء الفتنة بالنساء فتنة عظيمة

صفحة 87 - الجزء 1

  وَالْعِفَّةُ: لَذَّةٌ وَانْتِصَارٌ عَلَى النَّفْسِ وَالشَّهَوَاتِ، وَتَقْوِيَة لَهَا عَلَى التَّمَسُّكِ بِالأَفْعَالِ الْجَمِيلَةِ، وَالآدَابِ النَّفْسَانِيَّةِ، الْعِفَّةُ إِقَامَة الْعَفَاف وَالنَّزَاهَة وَالطِّهَارَة فِي النُّفُوسِ، وَغَرْس الْفَضَائِلِ وَالْمَحَاسِن فِي الْمُجْتَمَعَاتِ، حقاً ..

  إِنَّهَا عِفَّةُ الإِسْلاَمِ، الَّتِي تَضْبِطُ سُلُوكِيَّاتِ الآدَمِيِّينَ عَنِ الانْحِرَافِ إلَى مُهَاوِي الرَّذِيلَةِ، وَالانْحِطَاطِ، وَتَحْفَظُ إِرَادَاتِهِمْ وَشَهَوَاتِهِمْ عَنِ الانْخِرَاطِ فِي الزَّلَلِ وَعَدَمِ الانْضِبَاطِ ...

  نَعَمْ يَا بُنَيَّ: لَقَدْ حَرِصَ الإِسْلاَمُ عَلَى أَنْ يَنْأَى بِالنَّاسِ عَنِ الشَّهَوَاتِ الْحَيَوَانِيَّةِ، وَالأَخْلاَقِ الشَّيْطَانِيَّةِ، وَالنَّفْسُ بِطَبِيعَتِهَا كَثِيرَة التَّقَلُّبِ وَالتَّلَوُّن، تُؤَثِّرُ فِيهَا الْمُؤْثِرَاتِ، وَتَعْصِفُ بِهَا الأَهْوَاءُ وَالأَدْوَاء.

  فَالنَّفْسُ أَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ، تَسِيْرُ بِصَاحِبِهَا إِلَى الشَّرِّ، فَإِنْ لَمْ تُسْتَوَقَف عِنْدَ حَدِّهَا، وَتُلْجَمُ بِلِجَامِ التَّقْوَى وَالْخَوْفِ مِنَ اللَّهِ، وَتُأْطَر عَلَى الْحَقِّ أَطْراً، وَإِلاَّ فَإِنَّهَا دَاعِيَةٌ لِكُلِّ شَرٍّ وَهَوى وَمَعْصِيَةٍ.

  وَالنَّفْسُ بِطَبِيعَتِهَا إِذَا أُطْعِمَتْ طَمِعَتْ، وَإِذَا فَوَّضْتَ إِلَيْهَا أَسَاءَتْ، وَإِذَا حَمَلْتهَا عَلَى أَمْرِ اللَّهِ صَلُحَتْ، وَإِذَا تَرَكْتَ إِلَيْهَا