رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

مقدمة

صفحة 8 - الجزء 1

  فَلْتَسْمَعِ النَّصِيحَةَ وَالْعِتَاب، مِنْ أَبٍ يَرْجُوَ لَكَ حُسْنَ الثَّوَابِ وَيَخْشَى عَلَيْكَ مِنَ العَذَابِ، وَلاَ تَغْضَبْ فَالْحَقُّ أَوْلَى أَنْ يُجَابَ فَهَذِهِ مَحْض نَصِيحَتِي لَكَ، قَصَدْتُ بِهَا نَفْعكَ، وَدَفْعِ مَا يَضُرُّكَ وَالدِّينُ النَّصِيحَةُ:

  إِنَّي نَصَحْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِنَصِيحَتِي ... وَنَهَيْتُ فَاتْبَعْ قَولَ مَنْ يَنْهَاكَا

  وَبَذْلَتُ قَوْلِي نَاصِحًا لَكَ يَا فَتَى ... فَعَسَاكَ تَقْبَلُ مَا أَقُولَ عَسَاكَا

  وَقَالَ آخَرُ:

  فَلأَقْصُدَنَّكَ بِالنَّصِيحَةِ وَالَّذِي ... حَجَّ الْحَجِيجُ إِلَيْهِ فَاقْبَلْ أَوْ دَعِ

  فَبِصَوْتِ الأَبِ الْمُشْفِقِ، وَكَلاَمِ النَّاصِحِ الْمُنْذِر، أَقُولُ لَكَ:

  هَذِهِ نَصِيحَتِي إِيَّاكَ، وَمَوْعِظَتِي لَكَ، فَخُذْهَا مِنِّي فَإِنَّكَ إِنْ أَخَذْتَ بِهَا، يَكُنْ خَيْرًا لَكَ، فَإِنَّنِي كَمَا يَعْلَمُ اللَّهُ، لَمْ آلُكَ نُصْحًا، وَإِنِّي لأَسْأَلُ اللَّهَ لَكَمُ التَّوْفِيقَ وَالسَّدَادَ وَحُسْنَ الْخِتَامِ، إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

  وَأَنْ يَجْمَعَ بَيْنِي وَبَيْنَكَمْ فِي مُسْتَقَرِّ رَحْمَتِهِ، وَأَنْ يُسْكِنَنَا وَإِيَّاكُمْ بُحْبُوحَةَ جَنَّتِهِ، وَأَنْ يُوَفِّقَنِي وَإِيَّاكُمْ لِطَاعَتِهِ، وَأَنْ يُجَنِّبَنَا مَعْصِيَتهُ، وَأَنْ يَهْدِيَنَا لِرُشْدِنَا، وَيُعَرِّفنَا سَبِيلَ نَجَاتِنَا، وَأَنْ يُعِينَنَا عَلَى أَنْفُسِنَا الأَمَّارَةِ بِالسُّوءِ، وَأَنْ يُوَفِّقَنَا جَمِيعاً لِمَا يُرْضِيهِ مِنَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ