رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

قصة الشاب العفيف

صفحة 90 - الجزء 1

  وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ: هَيْتَ لَكَ، وَدَعَتْهُ إِلَى نَفْسِهَا لِلْوُقُوعِ فِي الْفَاحِشَةِ.

  وَقَالَتْ: إِنْ لَمْ تَفْعَلْ بِي مَا آمُرُكَ بِهِ فَضَحْتُكَ أَمَامَ النَّاسِ وَاتَّهَمْتكَ أَنَّكَ اعْتَدَيْتُ عَلَيَّ تُرِيدُ هَتكَ عِرْضِي.

  فَذَكَّرَهَا بِاللَّهِ، وَخَوَّفَهَا مِنْ أَلِيمِ عِقَابِهِ، وَحَاوَلَ مَعَهَا بِكُلِّ وَسِيلَةٍ علَّه يَتَخَلَّصُ مِنْهَا، وَلَكِن دُونَ جَدْوَى، وَذَكَّرَهَا اللَّهَ تَعَالَى وَرَغَّبِهَا وَرَهَّبِهَا، وَلَكِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ سَيْطَرَ عَلَيْهَا، وَأَعْمَى بَصَرَهَا وَبَصِيرَتهَا.

  وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لَنْ يَسْتَطِيعَ الْخَلاَصَ مِنْهَا أَظْهَرَ لَهَا الْمُوَافَقَةَ، وَطَلَبَ مِنْهَا أَنْ تَسْمَحَ لَهُ بِدُخُولِ الْحَمَّامِ مِنْ أَجْلِ أَنْ يُهَيِّئَ نَفْسَهُ لَهَا.

  فَسُرَّتْ بِذَلِكَ وَوَافَقَتْ.

  فَدَخَلَ الْحَمَّامَ وَأَخَذَ يُفَكِّرُ فِي كَيْفِيَّةِ الْخُرُوْجِ مِنَ الإِبْتِلاَءِ، وَهَذِهِ الْمُصِيبَةُ.

  فَهَدَاهُ تَفْكِيرهُ إلَى حِيلَةٍ رَغْمَ مَا فِيهَا مِنَ الْقَذَارَةِ الظَّاهِرَةِ، لَكِنَّهُ يَتَحَمَّلُ ذَلكَ مِنْ أَجْلِ أَنْ لاَ يَقَعَ فِي مَعْصِيَةٍ تُحِلُّ عَلَيْهِ غَضَب اللَّهِ، فَلَطِّخَ جَسَدَهُ بِالْغَائِطِ، وَلَوَّثَ بِهِ وَجْهَهُ.

  فَصَارَتْ رَائِحَتهُ كَرِيهَةً مقزّزة، وَمَنْظَرهُ بَشِعًا وَقَبِيحًا.