قصة التاجر مع المرأة الإفرنجية
  ثُمَّ انْصَرَفَتْ ..
  وَعَادَتْ بَعْدَ أَيَّامٍ، فَبِعْتُهَا وَسَامَحْتهَا ..
  فَأَخَذَتْ تَتَرَدَّدُ عَلَيَّ، وَأَنَا أَتَبَسَّطُ مَعَهَا فَعَلِمَتْ أَنِّي أَعْشَقُهَا ..
  فَلَمَّا بَلَغَ الأَمْرُ مِنِّي مَبْلَغُهُ، قُلْتُ لِلْعَجُوزِ الَّتِي مَعَهَا: قَدْ تَعَلَّقَتْ نَفْسِي بِهَذِهِ الْمَرْأَةِ فَكَيْفَ السَّبِيلُ إِلَيْهَا.؟
  فَقَالَتْ: هَذِهِ زَوْجَةُ فُلاَنٍ الْقَائِدِ، وَلَوْ عَلِمَ بِنَا قُتِلْنَا نَحْنُ الثَّلاَثَة ..
  فَمَا زِلْتُ بِهَا حَتَّى طَلَبَتْ مِنِّي خَمْسِينَ دِينَارًا، وَتَجِيءُ بِهَا إِلَيَّ فِي بَيْتِي ..
  فَاجْتَهَدْتُ حَتَّى جَمَعْتُ خَمْسِينَ دِينَارًا، وَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهَا ..
  اللَّيْلَةَ الأُولَى ..
  وَانْتَظَرْتُهَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ فِي الدَّارِ ..
  فَلَمَّا جَاءَتْ إِلَيَّ أَكَلْنَا وَشَرِبْنَا ..
  فَلَمَّا مَضَى بَعْضُ اللَّيْلِ، قُلْتُ فِي نَفْسِي: أَمَا تَسْتَحِي مِنَ اللَّهِ.؟
  وَأَنْتَ غَرِيبٌ ... وَبَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ ... وَتَعْصِي اللَّهَ مَعَ نَصْرَانِيَّة.؟
  فَرَفَعْتُ بَصَرِي إِلَى السَّمَاءِ، وَقُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي عَفَفْتُ عَنْ هَذِهِ النَّصْرَانِيَّة، حَيَاءً مِنْكَ، وَخَوْفاً مِنْ عَقَابِكَ ..
  ثُمَّ تَنَحَّيْتُ عَنْ مَوْضِعِهَا إِلَى فِرَاشٍ آخَرَ ..