قصة التاجر مع المرأة الإفرنجية
  فَتَرَكْتُهَا خَوْفاً مِنَ اللَّهِ ..
  وَفِي الصَّبَاحِ ... مَضَيْتُ إِلَى دُكَّانِي ... وقَلْبِي مَشغُولٌ بِهَا ..
  فَلَمَّا كَانَ الضُّحَى ... مَرَّتْ عَلَيَّ الْمَرْأَةُ وَهِيَ غَضْبَى ..
  فَلَمَّا رَأَيْتُهَا ... لُمْتُ نَفْسِي عَلَى تَرْكِهَا ..
  وَبِقِيتُ أَتَحَسَّرُ عَلَيْهَا ... فَسَأَلْتُ الْعَجُوزَ ..
  فَقَالَتْ: مَا تَفرَحْ بِهَا ... إِلاَّ بِخَمْسِمِائَةِ دِيْنَارٍ ... أَوْ تَمُوتَ كَمَداً ..
  قُلْتُ: نَعَمْ ..
  وَعَزَمْتُ عَلَى بَيْعِ دُكَّانِي ... وَبِضَاعَتِي ... وَأُعْطِيهَا الْخَمْسِمِائَة دِيْنَارٍ ..
  فَبَيْنَمَا أَنَا كَذَلِكَ ... إِذْ مُنَادِي النَّصَارَى يُنَادِي فِي السُّوْقِ ... يَقُوْلُ:
  يَا مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ: إِنَّ الْهُدْنَةَ الَّتِي بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ قَدِ انْقَضَتْ ... وَقَدْ أَمْهَلْنَا مَنْ هُنَا مِنَ التُّجَّارِ الْمُسْلِمِينَ أُسْبُوعاً ..
  فجَمَعْتُ مَا بَقِيَ مِنْ مَتَاعِي وَخَرَجْتُ مِنَ الشَّامِ، وَفِي قَلْبِي الْحَسْرَةِ مَا فِيهِ ..
  ثُمَّ أَخَذْتُ أَتَّجِرُ فِي الْجَوَارِي ... عَسَى أَنْ يَذْهَبَ مَا بِقَلْبِي مِنْ حُبِّ تِلْكَ مَا فِيهِ ..
  فَمَضَى لِي عَلَى ذَلِكَ ثَلاَثُ سِنِيْنَ ..