مجموع رسائل الإمام الشهيد المهدي أحمد بن الحسين (ع)،

المهدي أحمد بن الحسين (المتوفى: 656 هـ)

حليفة القرآن في نكت من أحكام أهل الزمان

صفحة 116 - الجزء 1

  الأديان، {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ١٠٨}⁣[يوسف].

  إنما يحزن على النعمة أهلها، ويتبرم بمفارقة اللذات مَن اعتادها، وكم عسى أن يكون نعيمها وهي إلى زوال؟! وراحتها وهي إلى تغير وانتقال؟! إنما المكدر للذاتها، مَن حمل أهلها على مفارقة عاداتها، من شرب القهوات، وإذهاب الأوقات، في غير الطاعات، وانتظار الصلوات بعد الصلوات، ونقل الخطى إلى الجماعات، وإسباغ الوضوء في السبرات، وهو لا يزال شجا في حلوقهم، وقذى في عيونهم، ما مد الله مدته، وبسط بسطته، فليموتوا بغيظهم كظما، وليستبدلوا بوجود ملكهم عدما، وعن قريب يظهر الحق على الباطل، ويتميز المستقيم من المائل، {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ٨١}⁣[الإسراء] بين مَن قرباؤه الصالحون المهتدون، وبين مَن خلطاؤه المردة المفسدون، وبين مَن ناصره رب العالمين، ومن يعتمد في نصرته على الكفرة الجاحدين، والباطنية الملحدين، وبين مَن عيون أنصاره العلماء، ومن عيون أصحابه المترفون، {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا}⁣[النور: ٥٥]، {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ٤١}⁣[الحج]، وإن صال العدو صولة لا عن دولة، فكثيرا ما صغَّرته سيوف الحق وتركته خاسئا، وما كان أولا فمثله يكون ثانيا، {لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ ١٩٦