الرسالة الزاجرة لصالحي الأمة عن إساءة الظن بالأئمة
  ومحبة الإيناس والمعاونة على نفي الشبهة، لمن جاز أن يُلَبَّس على نفسه، أو تلتبس عليه جلية يقينه لعارض لَبْسِه، ولعل ذلك يكون زيادة في الإيمان، واستظهارا بالاطمئنان، لمن يجوز أن تعتريه الشبهات، أو تغيره عن سنن الرشد التمويهات، فإن الناس بين مستقيم وميال، ومختدع بلامعٍ آل عن سلسال زلال.
  ونحن نعلن إلى كل مسلم، بالبراءة عن فعل كل مجرم، ونقول كما قال صلى الله عليه: اللهم «إني أبرأ إليك مما فعله خالد» ونعقب فعله بما عقب صلى الله عليه من جبر الخلل، وإقامة الميل إن وقع ذلك، مع أنا نرجو أن مكن الله في البسطة، وزاد في القدرة، حتى يرجع أهل الضلال عن ضلالهم، ويبلغ المسلمون إلى نهاية آمالهم، أن يزول كثير مما تعظم به الشبهة، ويقع بسببه الحرج على كثير ممن لم يرد مشارع البصيرة، فإن الضرورات عند تضايق الحالات، ألجأت إلى وقوع كثير من هذه المشكلات، من إنصاف من لا يستحق الإنصاف بفعله، وإنما يجيء به لضرره على المسلمين أو لنفعه الذي لا يقع منه إلا بأن يرفع في الدنيا وحطامها على أهل الدين، ويؤثر بالعطاء على المخلصين، وأن يكون بعد ذلك ما يكون من إظهار شعار الدين على الكمال، والعمل بما أمر الله به من غير إخلال، فإن كثيرا من أمور الدين مهمل، والمجمل في ذكره يغني عن المفصل، وعلينا بذل الجهد في