مجموع رسائل الإمام الشهيد المهدي أحمد بن الحسين (ع)،

المهدي أحمد بن الحسين (المتوفى: 656 هـ)

عهد لبعض أمرآئه وولاته

صفحة 142 - الجزء 1

  فإذا قدمتَ أعزك الله إلى عملك، وموضع ولايتك، دعوت الناس قبل كل شيء إلى طاعة الله تعالى، من إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، والقيام بما افترض الله سبحانه بعد لك من الواجبات، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله، وموالاة أولياء الله، ومعاداة أعدائه، ومتابعة أهل البيت $ في أقوالهم وأفعالهم، فإنهم سفينة النجاة، وماء الحياة، وباب حطة الخلق، وسبب نجاة أهل الحق، وبأولهم هدى الله تعالى هذه الأمة، ويهديهم سبحانه ويصلحهم بآخرهم، وتُعَّرفهم بأن إمامنا وإمامكم أمرنا فيكم بذلك، فاسمعوا له وأطيعوا.

  وبعد ذلك تأمرهم بتسليم حقوق الله تعالى من أموالهم على وجهها، من غير أن يخلوا شيئا، ومن غير أن تطلب منهم سوى ما يجب عليهم، وتعلمهم أن من سلَّم ما يجب عليه طايعة بذلك نفسه، استحق رضوان الله والسلامة من عقابه، ومن امتنع عليها أخذناها منه كرها، وكان ثوابها لنا وعقابها عليه كما ورد الكتاب الكريم والسنة الشريفة، هذا في واجبات الأموال وهو العشر مما أخرجت الأرض، من كل قليل وكثير، لا يعتبر في ذلك نصاب، ولا يراعى بلوغ قدر معلوم.

  وزكاة المواشي وهي: البقر والغنم والإبل، إن كانت في ولايتك، والزكاة فيها معروفة لا تكون إلا بعد بلوغ النصاب، ولا يعتبر في ذلك أن يجمعها الماء ولا المرعى، فإن ذلك كان رأيا رأيناه، ثم رأينا بعد ذلك أنها لا تؤخذ إلا مما بلغ النصاب من هذه الأصناف.