عهد لبعض أمرآئه وولاته
  حكم به وأنفذه، لتجري أمور الدين بالاستقامة في بلدك، وتأمره أن يولي الأوقاف والوصايا والمناهل والمساجد والطرق والفقراء، و يُصلح ذلك وأنت القائم معهم بما يجب، وما كان من أوقاف مصرفها بيت المال، كان ذلك عندك محفوظا حتى نُعلمك كيفية صرفه.
  ومتى قبضت هذه الواجبات المأخوذة من الناس أخرجت ربعها وميزته، وأحطت علما بما في الجهة من الأيتام والضعفاء والفقراء والمسلمين أهل الحاجة، فأعطِهم على قدر ما يحتمله حالهم، فإن لم تبق شيئا فقد أصبت في فعلك، وفعلت ما أمرت به، وإن بقي شيء من ذلك، أنهيت علمه إلينا، حتى نأمرك فيه بما نعتمد عليه إن شاء الله تعالى، والثلاثة الأرباع تصرفها فيما قد تحملت أمره عنا من الخيل، وهي عشرون فارسا أجوادا، أهل عُدد وكمال في السلاح والآلة، وأربعون راجلا من أهل الشجاعة والنفاسة، لا يطلبون منا بعد ذلك شيئا في وقت حرب ولا سلم.
  وهذه وإن كانت زكاة وهي محرمة على الأشراف، لنحاسب بها ربنا ونتحرى فيه بعد العلم بمقدار ما يخلصنا.
  وإذا جنى رجل جناية أو أحدث فسادا أدبت فيه بقدر ما يحتمله، فإن جهلت مقداره بلَّغ رسولك إلينا حتى ندلك على ما نعرفه مما يخلصنا ويخلصك إن شاء الله، ولا تستعمل في جهاتك إلا أهل الثقة والأمانة والدين، فإذا عدمت أهل الدين ولَّيتَ من لا يخونك، ومن يحتفظ بما يُحصَّل، فإن كان قليل الدين جعلت عليه أيضا من يترقب عليه، لئلا يتعدى على المسلمين، ولا يأخذ منهم ما لا يجوز، وعليك التحري في ذلك بجهدك، وهذه السبيل