مجموع رسائل الإمام الشهيد المهدي أحمد بن الحسين (ع)،

المهدي أحمد بن الحسين (المتوفى: 656 هـ)

رسالة جواب على الشيخ عطية النجراني

صفحة 152 - الجزء 1

  عليه، ولا ثقة إلا به، وهو حسبنا ونعم الوكيل، والحمد لله الذي أيدنا بالتوفيق في ما ندبره، وتغمدنا بالإصابة فيما نورده ونصدره، وهدانا إلى الصلاح فيما نحل ونعقد، وأسعدنا بالمعونة فيما نزرع ونحصد، حتى لا يغلب الهوى على رأينا، ولا نستشعر إلا الأصلح في كل أعبائنا، وله الشكر على ذلك كثيرا، بكرة وأصيلا.

  وبعد ذلك فقد تحققنا ما ذكرته - أبقاك الله - في عنوان كتابك، من مناصحتك وحسن قصدك، وصلاح نيتك، وقديم مودتك، وما ذكرته في أثناء كتابك من مخافتك من الله ø في مودتنا وكثرة التعمق في محبتنا، لما التبس عليك من أمرنا، وأشكل عليك من غوامض أحكامنا، وما جرت عليه سيرتنا، وقد كنت عندنا بعيدا من التقصير، غنيا عن التنبيه والتبصير، ولم نكن نظن أنه يشكل عليك من الأمر ما أشكل، ولا أنه يلتبس على مثلك ما التبس، وذلك لما نعرفه من حسن رؤيتك، وحدة نظرك، وكثرة نصيحتك ومعونتك، وقد عجبنا من أمرك! وكيف خفي عليك ما كنا نظن أنك أعرف به من غيرك؟! حتى أدى إلى إفساد ما ذكرت من مودتك لنا ومحبتك، وقد ميزتُ بين حقك علينا وجفائك لنا، فرجح عندنا حقك، بعواطف الرعاية لمثلك، وتذكُّر قديم المعاونة منك، والمحبة التي كانت لنا لديك، فرأينا إنصافك وإتحافك، وأن نطرح المكافأة على كل جفاء، ونعمل لله تعالى بالوفاء، ولم نعتب شيئا من النصائح الجارية من المسلمين، وإنما عتبنا ما يقع من المبادرة بالقطع على غير يقين، وقد جعل الله تعالى واسطة بين أن