رسالة جواب على الشيخ عطية النجراني
  يقطع المرء في أخيه على الإيمان، أو على الفسق والعدوان، وهي التوقف والتحري، فهو أولى من القطع على التفسيق والتبري.
  والآن نجيبك فيما ذكرت، ونسامحك في كثير مما صدَّرت، ولسنا ممن إذا قيل له: اتق الله أخذته العزة بالإثم، ولكنا نجيب أهل الفضل والعلم، ونتردى برداء الكرم والحلم.
  أما ما ذكرته - أيدك الله - من حوادث نجران، وما جرى فيها من قتل الأسير، والإجهاز على الجريح، والقتل على الذمة، فلسنا نعتذر في قتل الأسير والإجهاز على الجريح، فإن ذلك هو حكم الكتاب والسنة، وبمثل ذلك يُتقرب إلى الله قال تعالى: {فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ}[الحجرات: ٩] وما قتلنا أسيرا قد فاء إلى أمر الله ø ولا رجع إلى طاعته، ولا قتلنا إلا من له فئة يرجع إليها، ولا كان أحد من أولئك الأعراب الجفاة براجع إلى ذلك ولا معتمد عليه، ولا قاتلونا على بصيرة، ولا قاتل أكثرهم على شبهة لَحِقَتْه، وإنما قاتلوا على الجهل والحمية حمية الجاهلية، والتصميم على الظلم الظاهر، فبينهم وبين أصحاب رسول الله ÷ تفرقة ظاهرة، إن كان أشكل عليك ترك عليّ # لبعض أسرى أهل البغي، ومسامحته له في القتل، وقد أمر علي # بقتل ابن اليثربي بعد أن أسره عمار ¥، وما قتله بقصاص، لأن ولي القصاص غيره #، وغيره قاتله، وإنما قتله لمجرد بغيه، فقال بعض العلماء ذلك لأن الفئة كانت باقية، والحرب قائمة، ونحن فعلنا كمثل ذلك، فإن حربهم ما كانت بمنقضية لو قدروا على أمر من