حليفة القرآن في نكت من أحكام أهل الزمان
  وأئمة الهدى هم النمرقة الوسطى، إليها يرجع الغالي، وبها يلحق التالي، وهم لب اللباب، ونظراء السنة والكتاب، وقدوة أولي الألباب، والسابقون إلى الخيرات، والمتوقلون أعلا الدرجات، صفو [ة] الذرية النبوية، وخلاصة الثمرة الزكية.
  ولما تقلدنا قلائد الزعامة، وتحملنا أثقال الإمامة، سار العلماء إلينا أرسالا من كل فج عميق، ومكان سحيق، قياما بما يلزمهم من إجابة الواعية، وإخالة لبارق كانوا فيه على الرجاء والطماعية، وكانوا يغدون في ميدان الاختبار، ويجاروننا صباح مساء في ذلك المضمار، فسبقنا سوابق فرسانه، واستبددنا برهانه في طويل ميدانه، وقامت من الإمامة دلائلها، وسارت فضائلها، فحينئذ اتضح الحق، وتعين فرض الإمامة على كافة الخلق، وازدحموا على البيعة ازدحام الإبل الهيم على حياضها، والحدابير المسنة على رياضها، وكانوا عند ذلك بين متنكب قوسا، أو متقلد سيفا، أو معتقل رمحا، يمشي إلى صف، أو يتقدم في رجف، وبين قارع منبرا، أو قارئ