مجموع رسائل الإمام الشهيد المهدي أحمد بن الحسين (ع)،

المهدي أحمد بن الحسين (المتوفى: 656 هـ)

جواب سؤال

صفحة 180 - الجزء 1

  وحضرته يعلم أنه لاتعدم الهفوة منا، ثم ممن دوننا إلى منتهاه، لأن العصمة مخصوصة بمن تعرف، فعند معرفتها لا يتركها لا منا ولا ممن دوننا بحمد الله تعالى وفضله، وما يستر سبحانه أكثر، وما يعفو عنه سبحانه أبلغ، ولو عددنا ما في السَّيَر من وقت رسول الله ÷ إلى اليوم لطال الشرح في ذلك، ونحن نسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق لنا والهداية إلى طريق النجاة.

  وعجبنا من قول حضرته أيضا في الأيام الماضية إنه لم يكن حرب ولا وقع تخفيف عن الرعية، ولم ندر كيف تَصوَّر ذلك - أبقاه الله تعالى - إذا كان الجند والديوان معدين بالجرية كل شهر لشهره، والحصون ومن فيها كذلك، وعماراتها وشحنها لم تنقطع، غير ما استئونف منها لحادث إن حدث مثل ما قد رأت حضرته.

  ونحن نجيب في هذا بمثل جوابنا الأول، إذا وقع الإجماع على أنا نفسح للجند والديوان ولأهل الحصون أو للبعض، ثم يكون عند أن يبدو بادي من العدو، نطلب من الناس الأموال ونستخدم بها فلا بأس، هذا إذا أمكن منهم تسليم في ذلك، ولا بد من تفصيل ما ذكرناه مجملا، لأن يكون هو وكافة المسلمين من أمورهم على معلوم إن شاء الله تعالى، وهو المسؤل أن يصلحنا ويوفقنا ويثبتنا، ويصلي على محمد وآله والسلام.