كتاب الذكر،

محمد بن منصور المرادي (المتوفى: 290 هـ)

قضاء الحاجة وكشف الكرب ودفع المكروه

صفحة 214 - الجزء 1

  أعرف الكآبة في وجهه، فاتبعته حتى دخل مسجداً قد غطى وجهه بالتواري، فجعل يصلي فاطلعت عليه فإذا هو يقول: «ياكهفي حين تعييني المذاهب، ويابادئ خلقي رحمة لي وكُنْتَ عن خلقي غنياً، ويامقيل عثرتي ولولا سترك عورتي لكنت من المفضوحين، ويامؤيدي بالنصر على أعدائي ولولا نصرك لكنت من المغلوبين، ويامرسل الرحمة من معادنها وياناشر البركة من مواضعها، ويامن خص نفسه بشموخ الرفعة فأولياؤه بعزه يتعززون، ويامن وضعت له الملوك نير المذلة على أعناقهم من سطواته خائفون، أسألك باسمك الذي شققته من نورك، وأسألك بنورك الذي شققته من كينونتك، وأسألك بكينونتك التي شققتها من عظمتك، وأسألك بعظمتك التي شققتها من كبريائك، وأسألك بكبريائك التي شققتها من عزتك، وأسألك بعزتك التي شققتها من اسمك الذي هو في الحجاب عندك فلم يطلع عليه حجابك ولاعرشك وخلقت به خلقك فكلهم لك مذعنون، أسألك أن تفعل لي وتفعل لي». قال: ثم خرج فإذا وجهه متهللا أعرف البشر في وجهه، فقلت له، فقال لي: هذا دعاء مادعوت به في كرب قط إلا كشفه الله عني.

  ٢٤٢ - حدثنا علي بن أحمد، قال: حدثنا زيد بن حباب، قال: حدثني شهاب بن خراش بن حوشب الكوفي، عن الحسن بن مروان،