(3) باب قبول الذكر والدعاء
  قال نوف(١): بات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فأكثر الخروج والنظر إلى السماء، فقال: «نائم أنت يانوفُ؟ قال قلت: لا، بل رامق، أرمقك منذ [أول] الليلة، نبئني يا أمير المؤمنين، فقال: يانوف طوبى للزاهدين في الدنيا، الراغبين في الآخرة، فأولئك قوم اتخذوا أرض الله ø بساطاً، وترابها فراشاً، وماءها طيباً، ثم رفضوا الدنيا رفضاً على منهاج المسيح، وإن الله ø أوحى إلى عبده المسيح: أن مُرْ بني إسرائيل فلايدخلوا بيتاً من بيوتي إلا بقلوب طاهرة، وأبصار خاشعة، وأيدٍ نَقِيَّة، وأخبرهم أني لاأستجيب لأحد منهم دعوة ولأحد من خلقي قِبَلَه مظلمة، يانوف لاتكن شاعراً ولاعَشَّارا(٢) ولاشرطياً ولاعريفا(٣)، فإن داود نبي الله # خرج ذات ليلة فقال: إن هذه الساعة لايدعو فيها داع إلا أجابه، إلا أن يكون شاعراً، أو عَشَّاراً، أو شُرْطياً، أو عَرِيفا، أو صاحب كوبة - وهو الطبل - أو صاحب عَرْطَبة، وهو: الطنبور(٤)».
(١) نوف بن فضالة الحميري، من أصحاب علي #. له ترجمة في: تهذيب التهذيب ١٠/ ٤٣٦.
(٢) العَشَّار: الذي يقبض عشر المال.
(٣) العريف: رئيس القوم، سمي لأنه عرف به. أو النقيب: وهو مادون الرئيس.
(٤) وفي القاموس: العرطبة: العود أو الطنبور أو الطبل.