كتاب الذكر،

محمد بن منصور المرادي (المتوفى: 290 هـ)

(3) باب قبول الذكر والدعاء

صفحة 116 - الجزء 1

  قال نوف⁣(⁣١): بات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فأكثر الخروج والنظر إلى السماء، فقال: «نائم أنت يانوفُ؟ قال قلت: لا، بل رامق، أرمقك منذ [أول] الليلة، نبئني يا أمير المؤمنين، فقال: يانوف طوبى للزاهدين في الدنيا، الراغبين في الآخرة، فأولئك قوم اتخذوا أرض الله ø بساطاً، وترابها فراشاً، وماءها طيباً، ثم رفضوا الدنيا رفضاً على منهاج المسيح، وإن الله ø أوحى إلى عبده المسيح: أن مُرْ بني إسرائيل فلايدخلوا بيتاً من بيوتي إلا بقلوب طاهرة، وأبصار خاشعة، وأيدٍ نَقِيَّة، وأخبرهم أني لاأستجيب لأحد منهم دعوة ولأحد من خلقي قِبَلَه مظلمة، يانوف لاتكن شاعراً ولاعَشَّارا⁣(⁣٢) ولاشرطياً ولاعريفا⁣(⁣٣)، فإن داود نبي الله # خرج ذات ليلة فقال: إن هذه الساعة لايدعو فيها داع إلا أجابه، إلا أن يكون شاعراً، أو عَشَّاراً، أو شُرْطياً، أو عَرِيفا، أو صاحب كوبة - وهو الطبل - أو صاحب عَرْطَبة، وهو: الطنبور⁣(⁣٤)».


(١) نوف بن فضالة الحميري، من أصحاب علي #. له ترجمة في: تهذيب التهذيب ١٠/ ٤٣٦.

(٢) العَشَّار: الذي يقبض عشر المال.

(٣) العريف: رئيس القوم، سمي لأنه عرف به. أو النقيب: وهو مادون الرئيس.

(٤) وفي القاموس: العرطبة: العود أو الطنبور أو الطبل.