كتاب الذكر،

محمد بن منصور المرادي (المتوفى: 290 هـ)

(4) باب الإخلاص والتحذير من الرياء

صفحة 126 - الجزء 1

  فيمر بهم إلى السماء الخامسة، بعمل الجهاد وصلاة مابين الصلاتين، لذلك العمل زئير كزئير الأسد، عليه ضوء كضوء الشمس، فيقول الملك: قف، أنا ملك صاحب الحسد، قف، واضرب بهذا العمل وجه صاحبه، ويحمله على عاتقه، إنه كان يحسد من يتعلم ويعمل لله كعمله، إذا رأى لأحد فضلا في العمل والعبادة حسدهم ووقع فيهم، فيحمله على عاتقه ويلعنه عمله.

  قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد، بوضوء تام وقيام من الليل وصلاة كثيرة، فيمر إلى ملك السماء السادسة فيقول الملك: قف، أنا ملك صاحب الرحمة، اضرب بهذا العمل وجه صاحبه واطمس عينيه، لأن صاحبك لم يرحم شيئاً، إذا أصاب عبداً من عباد الله ذنب الآخرة، أو ضرٌ في الدنيا شمت به، أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري.

  قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد، أعمالا بفقه واجتهاد وورع، وله صوت كصوت الرعد، وضوء كضوء البرق، ومعه ثلاثة آلاف ملك، فيمر بهم إلى ملك السماء السابعة فيقول الملك: أنا صاحب الحق، قف واضرب بهذا العمل وجه صاحبه، واقفل على قلبه، أنا ملك الحجاب، أحجب كل عمل ليس لله، إنه أراد به رفعة عند القراء وذكراً في المجالس وصوتاً في المدائن، أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري، مالم يكن لله خالصاً.

  قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد مبتهجاً، من حُسْن خُلُقٍ وصمت