(4) باب الإخلاص والتحذير من الرياء
  وذكر كثير، وتشيعه ملائكة السموات، والملائكة السبعة بجماعتهم، فيقطعون الحجب كلها، حتى يقوموا بين يدي الله تبارك وتعالى، ويشهدوا عليه بعمل خالص ودعاء، فيقول الله ø: أنتم حفظة على عمل عبدي، وأنا رقيب على مافي نفسه، إنه لم يردني بهذا، عليه لعنتي، فتقول الملائكة: عليه لعنتك ولعنتنا، ويقول أهل السماء: عليه لعنة الله تعالى ولعنة السبعة ولعنتنا».
  ثم بكى معاذ، فقال قلت: يا رسول الله ما اعمل؟ قال: «إقتد بنبيك يامعاذ في اليقين». قلت: يا رسول الله أنت رسول الله، وأنا معاذ بن جبل. قال: «وإن كان في عملك تقصير يامعاذ، فاقطع لسانك عن إخوانك، وعن حَمَلَة القرآن، ولتكن ذنوبك عليك، لاتحملها على إخوانك، ولاتزكِ نفسك بتذميم إخوانك، ولاترفع نفسك بوضع إخوانك، ولاتراءِ بعملك لكي يراك الناس، ولاتدخل أمر الدنيا في الآخرة، ولاتفحش في مجلسك لكي [لا] يحذروك لسوء خلقك، ولاتَنَاجَى مع رجل وعندك آخر، ولاتتعاظم على الناس فتنقطع عنك خيرات الدنيا والآخرة، ولاتمزق الناس فتمزقك كلاب النار، قال الله ø: {وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا ٢}[النازعات: ٢]، تدري ماهو؟ قلت: يانبي