كتاب الذكر،

محمد بن منصور المرادي (المتوفى: 290 هـ)

(4) باب الإخلاص والتحذير من الرياء

صفحة 129 - الجزء 1

  جبل لقد سألت عن عظيم من الأمر، تحشر هذه الأمة على عشرة أصناف، يبدل الله صورهم، فبعضهم على صورة القردة و [بعضهم على صورة]⁣(⁣١) الخنازير، وبعضهم منكوسة أرجلهم فوق رؤوسهم ووجوههم أسفل يسحبون عليها، وبعضهم يترددون عمياً لا يبصرون، وبعضهم صم بكم لايعقلون، وبعضهم يمضغون ألسنتهم وهي مدلاة على صدورهم، يسيل القيح والصديد على أفواههم، يَقْذُرهم أهل الجَمْع، وبعضهم مقطعة أيديهم وأرجلهم، وبعضهم مُصَلَّبين على جذوع من نار، وبعضهم عليهم جِبَاب⁣(⁣٢) من قَطِران لازقة بجلودهم، وبعضهم أنتن من الجيفة».

  ثم قال رسول الله ÷: «يامعاذ تدري ماكانت أعمالهم في الدنيا؟» قلت: لا أدري بأبي وأمي أنت يا رسول الله. قال: «أما الذين على صور القردة فهم القَتَّاتون - يعني النمامين -.

  وأما الذين على صور الخنازير، فهم أكَلَة السُّحْت.

  وأما الذين يسحبون على وجوههم منكوسة فهم أكلة الرباء.

  وأما العُمْي الذين يَتَرَدَّدُون فهم الذين يجورون في الحكم من أمتي.

  وأما الصُّم البُكم الذين لايعقلون، فهم المعجبون بأعمالهم.


(١) مابين المعكوفين من الدر المنثور.

(٢) جباب: جمع جبة وهو القميص.