كتاب الذكر،

محمد بن منصور المرادي (المتوفى: 290 هـ)

(4) باب الإخلاص والتحذير من الرياء

صفحة 131 - الجزء 1

  الكلام تَنْمِيقٌ⁣(⁣١) وزيادة لايؤمن على صاحبه فيه الخطأ، وفي الصمت سلامة وعلم.

  ومن العلماء من يخون علمه، ولايحب أن يوجد عند غيره⁣(⁣٢)، فذلك في الدرك الأول من النار.

  ومن العلماء من يكون في علمه بمنزلة السلطان، فإذا رُدَّ عليه شيء من قوله أو هُوّن عليه شيء من حَقِّه غضب، فذلك في الدرك الثاني من النار.

  ومن العلماء من يجعل حديثه وغرائب علمه لأهل الشرف والشأن، ولايرى أهل الحاجة له أهلا، فذلك في الدرك الثالث من النار.

  ومن العلماء من يَسْتَفزُّه الزَّهْو والعُجْب، فإن وُعِظَ أنِف، فذلك في الدرك الرابع من النار.

  ومن العلماء من ينصب نفسه للفتياء فيفتي بالخطأ، والله يبغض المتكلفين، فذلك في الدرك الخامس من النار.

  ومن العلماء من يتعلم كلام اليهود والنصارى، ليتعزز به علمه، فذلك في الدرك السادس من النار.

  ومن العلماء من يتخذ علمه مراواة ونيلا وذكراً في الناس، فذلك في


(١) التنميق: التزيين. كما في القاموس.

(٢) في (ج): يؤخذ عند غيره.