شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

عقيدة الزيدية العادلة

صفحة 87 - الجزء 1

عقيدة الزيدية العادلة

  فإن قيل: قد صرحتم - أو كِدْتُمْ - بما يمس كرامة كبار الصحابة مع ما لهم من حق الكرامة عند عامة المسلمين ووجوب المحافظة عليها؛ لما لهم من السوابق في الإسلام، وحق الصحبة، وما تلى ذلك من الجهاد والفتوح و ... إلخ.

  قلنا: نحن معاشر الزيدية قد بنينا ديننا على قواعد ومبادئ مُؤَيَّدَة بالحجج والبراهين القطعية:

  - منها: أن الناس في ظل أحكام الله على سواء {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ}⁣[البقرة ٢٨٦]، {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا}⁣[فصلت ٤٦]. فكل عباد الله أمام هذه العدالة على سواء، ولكل منهم ما اكتسب من الثواب والعقاب.

  وقد خاطب الله تعالى الصحابة خصوصاً وسائر الأمة عموماً، فقال جَلَّ شَأْنُهُ: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً}⁣[النساء ١٢٣].

  - ومنها: أن السنة إذا صحت إنما هي في المنزلة الثانية بعد القرآن، فمن هنا فإنا لا نلتفت إلى ما عارض القرآن من السنة، ومثل هذا الاحتجاج لا يحتاج إلى تدليل؛ فإن القرآن مقطوع بصحته، ومأمون من التحريف والزيادة والنقصان بلا خلاف، وهذا بخلاف السنة فليست كذلك.

  - وجوب متابعة الدليل من كتاب الله تعالى وسنة رسوله ÷ الصحيحة.

  - اتباع حكم العقل في التمييز بين العاصي والمطيع، والمحق والمبطل، والحَسَن