شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

عقيدة الزيدية العادلة

صفحة 88 - الجزء 1

  والقبيح، والحقائق والخرافات.

  لهذا، فإنَّا نحكم على فاعل المعصية بالعصيان، وعلى فاعل الظلم بأنه ظالم، و ... إلخ، وسواء في ذلك جميع المكلفين من الصحابة وغيرهم، ولم نَرَ للصحابة أيَّ حصانة أو حالة تستثنيهم أو تخرجهم من ظِلَالِ الحُكم بالثواب والعقاب، والطاعة والعصيان.

  وبناءً على هذا فإنا لا نتحاشى من الحُكم على أحد من المكلفين بما يظهر من عمله، وسواء أكان ذلك من الصحابة أم من القرابة⁣(⁣١) أم من غيرهما!


(١) قال الإمام المجدد مجد الدين المؤيدي # في لوامع الأنوار ط ٥ (ج ١/ ٣٠٤) في الفصل الثاني ما لفظه: قال والدنا الإمام الهادي إلى الحق المبين، عز الدين بن الحسن بن أمير المؤمنين (ع) في المعراج؛ في سياق كلام، أجاب به على صاحب البهجة العامري: وأن صحبة رسول اللَّه ÷ شرف ورفعة؛ ولكن لم يثبت أنها تبيح المحرمات، ولا تكفر الذنوب الموبقات؛ بل العقل والنقل يقضيان بعكس ذلك ... إلى قول الإمام مجد الدين #: ولقد قارب حد الإنصاف، والخروج عن التورط في دائرة الانحراف والاعتساف، العلامة المحقق، سعد الدين التفتازاني، حيث قال في شرح المقاصد ما نصه (ج ٣/ص ٥٣٦) (ط: دار الكتب العلميَّة): إن ما وقع من الصحابة من المشاجرات، على الوجه المسطور في كتب التواريخ، والمذكور على ألسنة الثقات، يدل بظاهره على أن بعضهم قد حاد عن طريق الحق، وبلغ حد الظلم والفسق، وكان الباعث له الحقد، والعناد، والحسد واللداد، وطلب الملك والرئاسة، والميل إلى اللذات والشهوات؛ وليس كلُّ صحابي معصوماً، ولا كلُّ من لقي النبي ÷ بالخير موسوماً ... إلى قوله: وأما ما جرى بعدهم من الظلم على أهل البيت $، فمن الظهور بحيث لا مجال للإخفاء، ومن الشناعة بحيث لا اشتباه على الآراء، تكاد تشهد به الجماد والعجماء، وتبكي له الأرض والسماء، وتنهد منه الجبال، وتنشق منه الصخور، ويبقى سوء عمله على كرّ الشهور، ومرّ الدهور؛ فلعنة اللَّه على من باشر أو رضي أو سعى؛ ولعذاب الآخرة أشد وأبقى ... إلى آخر كلامه. انتهى من اللوامع.

=