مبحث حول الإمام المهدي #
  فالأول محمد بن عبد الله النبي ÷ والأوسط محمد بن عبد الله النفس الزكية، والآخر محمد بن عبد الله المهدي؛ رواه الإمام المتوكل على الرحمن، أحمد بن سليمان #.
  وبهذا وأمثاله من أوصافه المعلومة يتبين أنه ليس الإمام المهدي النفس الزكية # وإن كانت البشارات وردت به؛ فإنما هي كالبشارات الواردة في غيره؛ كالإمام الأعظم زيد بن علي، والإمام نجم آل الرسول، وحفيده الهادي إلى الحق وغيرهم - صلوات الله وسلامه عليهم - وليس بالمهدي الذي وعد الله به الأمة، وختم به الأئمة.
  وقال أمير المؤمنين ~: (وإلينا مَصِيرُ الأَمْرِ، وَبِمَهْدِّينَا تَنْقَطِعُ الْحُجَجُ؛ خَاتَمُ الأَئمةِ، وَمُنْقِذُ الأُمَّةِ)؛ رواه المسعودي في مروج الذهب، عن الصادق، عن آبائه، عن علي (ع)(١).
  وروى الحافظ أبو العلا الهمداني، من حديث علي بن علي الهلالي، عن أبيه قال: دخلت على رسول الله ÷ في الحالة التي قُبض عليها؛ فإذا فاطمة عند رأسه، فبكت عند رأسه حتى ارتفع صوتها، فرفع ÷ طرفه إليها، فقال: «حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك؟».
  فقالت: أخشى الضيعة من بعدك.
  فقال: «يا حبيبتي، أما علمت أن الله اطلع على أهل الأرض اطلاعة فاختار منها أباك فبعثه نبيّاً برسالته؛ ثم اطلع عليها اطلاعة فاختار منها بعلك، وأوحى إليّ أن أنكحك إياه؛ يا فاطمة، ونحن أهل بيت قد أعطانا الله خمس خصال لم يعطها
(١) مروج الذهب للمسعودي (١/ ٢٧)، ط: (المكتبة العصريَّة).