[لمحة عن خلافة علي #]
  وقد قُتِل في عهده - زيادة على المئات من المهاجرين والأنصار وأبنائهم في المعارك الثلاث المتقدمة - ربيبه وحبيبه محمد بن أبي بكر، وأُلْبس جلد حمار ثم أحرق بالنار(١).
  وفي عهده اغتال معاوية - لعنه الله - الأشتر النخعي بالسم(٢).
  وفي عهده أيضاً قُتِل عمار بن ياسر - رضوان الله عليه - في أيام صِفِّين قتله أصحاب معاوية(٣). وقد تحقق بمقتله علم من أعلام الغيب الخفي، ومعجزة متواترة واضحة الدلالة على صدق نبوة النبي، وبرهان قاطع لا يخالجه شك على أحقية مولانا أمير المؤمنين علي، وأن طريقته كفيلة بالنجاح، وخطه هو الوحيد
(١) السيرة النبوية لابن حبان (٢/ ٥٤٧)، سمط النجوم (٢/ ٤٦٣)، مرآة الزمان (٦/ ٤٠١).
(٢) النصائح الكافية (١/ ٨٧) نقلاً عن ابن الأثير، مروج الذهب (٢/ ٤٠٩) شرح النهج (٦/ ٧٦).
(٣) قال في تاريخ الطبري (١١/ ٥٠٩): وكان الذي قتل عمار بن ياسر أبو غادية المزني، طعنه برمح فسقط، وكان يومئذ يقاتل في محفة، فقتل يومئذ وهو ابن أربع وتسعين، فلما وقع أكب عليه رجل آخر فاحتز رأسه، فاقبلا يختصمان فيه؛ كلاهما يقول: أنا قتلته، فقال عمرو بن العاص: والله إنْ يختصمان إلا في النار، فسمعها منه معاوية؛ فلما انصرف الرجلان قال معاوية لعمرو: ما رأيت مثل ما صنعت، قومٌ بذلوا أنفسهم دوننا تقول لهما: إنكما تختصمان في النار! فقال عمرو: هو والله ذاك، والله إنك لتعلمه، ولوددت إني مت قبل هذا بعشرين سنة. اهـ. وفي الكامل في التاريخ (٢/ ٦٦٢): وَقَدْ كَانَ ذُو الْكَلَاعِ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ يَقُولُ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷ لِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ: (تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، وَآخِرُ شَرْبَةٍ تَشْرَبُهَا ضَيَاحٌ مِنْ لَبَنٍ»)، فَكَانَ ذُو الْكَلَاعِ يَقُولُ لِعَمْرٍو: مَا هَذَا وَيْحَكَ يَا عَمْرُو؟ فَيَقُولُ عَمْرٌو: إِنَّهُ سَيَرْجِعُ إِلَيْنَا، فَقُتِلَ ذُو الْكَلَاعِ قَبْلَ عَمَّارٍ مَعَ مُعَاوِيَةَ، وَأُصِيبَ عَمَّارٌ بَعْدَهُ مَعَ عَلِيٍّ، فَقَالَ عَمْرٌو لِمُعَاوِيَةَ: مَا أَدْرِي بِقَتْلِ أَيِّهِمَا أَنَا أَشَدُّ فَرَحًا، بِقَتْلِ عَمَّارٍ أَوْ بِقَتْلِ ذِي الْكَلَاعِ، وَاللَّهِ لَوْ بَقِيَ ذُو الْكَلَاعِ بَعْدَ قَتْلِ عَمَّارٍ (لَمَالَ بِعَامَّةِ) أَهْلِ الشَّامِ إِلَى عَلِيٍّ. اهـ وانظر: البداية والنهاية (٧/ ٢٩٧)، الاستيعاب (٣/ ١١٣٩)، تاريخ دمشق (٤٣/ ٤٧٦)، أسد الغابة (٣٨٠٤) (٤/ ١٢٢).