يزيد بن معاوية (ت 64 هـ):
  وروى السِّيد أبو العباس الحسني ¦ رفعه إلى ابن عباس قال: اشتد برسول الله ÷ مرضه الذي مات فيه، فحضرته وقد ضم الحسين # إلى صدره، يسيل من عرقه عليه، وهو يجود بنفسه، وهو يقول: «ما لي وليزيد؟ لا بارك الله في يزيد، اللَّهُمَّ العن يزيد» ثم غُشي عَلَيْه طويلاً وأفاق، فجعل يُقَبِّل الحسين، وعيناه تذرفان، ويقول: «أما إن لي ولقاتلك مقاماً بين يدي الله»(١).
  وتوفي يزيد في صفر سنة (٦٤ هـ) بموضع يقال له: حوارين، وحمل إلى دمشق فدفن بها، وصلى عليه ابنه معاوية. انتهى من الشافي.
  نعم، كان قائد يزيد في حملته على المدينة المنورة مسلم بن عقبة المري، التي قَتل فيها خلقاً كثيراً من أبناء المهاجرين والأنصار، ونُهِبت المدينة واستبيحت، وافتضَّ فيها ألف عذراء. انتهى من تاريخ الخلفاء [١٥٨](٢).
= (٦/ ٤٠)، أنساب الأشراف (٣/ ٢١٤)، مقاتل الطالبيين (١/ ١١٩)، أنساب الأشراف (٥/ ٣٣٣)، بعضها يذكر تمثله بأبيات ابن الزبعرى وبعض الكتب يروي الزيادة.
(١) المصابيح لأبي العباس (١/ ٣٥٤).
(٢) قال ابن حجر في فتح الباري (١٣/ ٧١): «وَبَايَعَ مُسْلِمٌ النَّاسَ عَلَى أَنَّهُمْ خَوَلٌ لِيَزِيدَ يَحْكُمُ فِي دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَأَهْلِهِمْ بِمَا شَاءَ، وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ رُمَّانَةَ أَنَّ مُعَاوِيَةَ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ لِيَزِيدَ: قَدْ وَطَّأْتُ لَكَ الْبِلَادَ وَمَهَّدْتُ لَكَ النَّاسَ وَلَسْتُ أَخَافُ عَلَيْكَ إِلَّا أَهْلَ الْحِجَازِ فَإِنْ رَابَكَ مِنْهُمْ رَيْبٌ فَوَجِّهْ إِلَيْهِمْ مُسْلِمَ بْنَ عُقْبَةَ فَإِنِّي قَدْ جَرَّبْتُهُ وَعَرَفْتُ نَصِيحَتَهُ، قَالَ فَلَمَّا كَانَ مِنْ خِلَافِهِمْ عَلَيْهِ مَا كَانَ دَعَاهُ فَوَجَّهَهُ فَأَبَاحَهَا ثَلَاثًا ثُمَّ دَعَاهُمْ إِلَى بَيْعَةِ يَزِيدَ وَأَنَّهُمْ أَعْبُدٌ لَهُ قِنٌّ فِي طَاعَةِ اللَّهِ وَمَعْصِيَتِهِ» اهـ. ورواه السمهودي في خلاصة الوفاء بأخبار دار المصطفى (١/ ٢٩٠) قال فيه: وبايع مسلم الناس على أنهم خول ليزيد يحكم في دمائهم وأموالهم وأهليهم بما شاء، ... إلى قوله: وذكر المجد وغيره أنهم سبوا الذرية واستباحوا الفروج، وإنه كان يقال لأولئك الأولاد من النساء اللاتي حملن: أولاد الحرة، اهـ. وفي كتاب «المنتظم في =