شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

يزيد بن معاوية (ت 64 هـ):

صفحة 166 - الجزء 1

  وقد كان هذا القائد يأخذ البيعة ليزيد من أهل المدينة على أنهم عبيد ليزيد، ومن قال: أبايعه على سنة الله ورسوله ضربت عنقه بالسيف، وقد ختم في هذه البيعة على أعناق وأيدي بقية الصحابة، على أنهم خول وعبيد ليزيد، كما تعلم الخيل وتوسم، علامة لاستعبادهم⁣(⁣١).

  وبعد أن استباحت جيوش يزيد المدينة اتجهت جيوشه إلى مكة، فرميت الكعبة بالمجانيق من الجبال حتى تهدمت، وذلك لإجبار الناس على السمع والطاعة، وعلى أن يكونوا عبيداً لفرعون الصغير (يزيد بن معاوية)⁣(⁣٢).


= تاريخ الملوك والأمم» لابن الجوزي (٦/ ١٥): «ولدت ألف امرأة بعد الحرة من غير زوج، ثم دعا مسلم بالناس إلى البيعة ليزيد، وقال: بايعوا على أنكم خول له، وأموالكم له». اهـ وفي السيرة الحلبية (١/ ٢٣٩): ووقع من ذلك الجيش الذي وجهه يزيد للمدينة من القتل والفساد العظيم والسبي وإباحة المدينة، وقتل من الصحابة رضي الله تعالى عنهم ومن التابعين خلق كثيرون، وكانت عدة المقتولين من قريش والأنصار ثلاثمائة وستة رجال ومن قراء القرآن نحو سبعمائة نفس، اهـ. وفي كتاب «مرآة الزمان في تواريخ الأعيان» لسبط ابن الجوزي (٨/ ٢١٦) مال لفظه: «وقال الزُّهري: كان القتلى يوم الحرَّة من أهل المدينة سبعمائة من وجوه قريش وأعيان المهاجرين والأنصار والموالي، وأما من لا يُعرف من عبد وحرّ وامرأة؛ فعشرة آلاف. وقال الحسن البصري: قتلوا ابنَيْ زينب بنت أمِّ سلمة ربيبة رسول الله ÷. وافتضّ أهل الشام ألف عذراء، وقال مالك بن أنس: قُتل من وجوه القرَّاء سبعمائة» اهـ. ومثله ذكره في كتاب (تجارب الأمم وتعاقب الهمم) لابن مسكويه (٢/ ٨٨).

(١) تهذيب التهذيب (١١/ ٣٦١)، السيرة الحلبية (١/ ٢٣٩)، مروج الذهب (٣/ ٦٩)، البداية والنهاية (٨/ ٢٢٢)، خلاصة الوفاء للسمهودي (١/ ٢٩٠)، مرآة الزمان (٨/ ٢٣٤)، وهذه الجرائم مذكورة في أغلب كتب التاريخ.

(٢) مروج الذهب (٣/ ٧١ - ٧٢)، السيرة الحلبية (١/ ٢٤٢)، البداية والنهاية (٨/ ٢٢٥)، المختصر في تاريخ البشر (١/ ٢٩٨)، وغيرها كثير.