شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

العوامل التي ساعدت على انتشار التسمية

صفحة 178 - الجزء 1

  الرواية عنه⁣(⁣١)، وقد أجمع المسلمون على صحة الحديث القائل: «الولد للفراش، وللعاهر الحجر» فتسمية البخاري لزياد بذلك الاسم ونسبتُهُ إلى أبي سفيان مخالفٌ لشريعة الإسلام بالضرورة؛ غير أن الأمر كما قدمنا من أن سياسة سلطان بني أمية ثم سلطان بني العباس كان لها دور فعال في تقرير المذاهب الباطلة من أجل دعم سياستهم وتوطيدها؛ فتسمية البخاري لزياد ونسبته إلى أبي سفيان ناتج عن هذه السياسة الظالمة.

  وهكذا تجد في رجال البخاري الكثير من مبغضي علي # ومبغضي أهل بيته كزياد بن أبيه، وعمران بن حطان الخارجي، وغيرهم كثير ممن كان يلعن علياً # ويلعن أهل بيته كحريز بن عثمان⁣(⁣٢).

  فإن اعتماده على رواياتهم وقبوله لها وتسميتها صحيحة رفض لقول رسول الله ÷ المجمع على صحته لعليٍّ #: «لا يحُّبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق».

  هذا، ونحن وإن عذرنا مثل البخاري في صنيعه حيث كانت المدارس الإسلامية خاضعة للسياسة الأموية فلا عذر لمن تحرر من القيود التي كان يتقيد بها مثل البخاري.

  وهكذا فعل بعض رواة الآثار في رواياتهم للحديث فقد عدَّلوا المبغضين لأهل


(١) صحيح البخاري حديث رقم (١٧٠٠) (٢/ ١٦٩) وفي التاريخ الكبير للبخاري (٤/ ٢٨٣) ترجمة زياد بن أبي سفيان رقم (٤٠٦٢) وترجمة ابنه عبيد الله بن زياد رقم (٧٢٣٠)، وذكره أيضاً بابن أبي سفيان في التاريخ الأوسط: (١/ ١١٥).

(٢) قد تقدمت الإشارة إلى عدد كبير من الرواة الذين على شاكلته في بغض أمير المؤمنين علي # ونصب العداوة لأهل البيت النبوي الطاهر في ص ٦٤ وما بعدها.